الأربعاء 2024-11-06
الآيات (68-69) سورة القصص، اللقاء (33)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}.
الله تعالى هو الذي يخلق ما يشاء، كما يشاء، ويختار ما يشاء، ويختار لهم ما يشاء، ومعنى الخيرة على هذا: أي الخير والمصلحة، وليس لأحد الخيار في خلق شيء، وليس لهم الاختيار فيما يُخلق لهم، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}، أي يختار ما يشاء من الأمور على الاطلاق، ويفعل ما يريد، ولا اختيار لهم فيما كتبه الله بقضائه فيهم، وقدره عليهم، وكلّ شيء يجري بِتقديره ومشيئته، ولا مشيئة للعِباد إلا بما شاء لهم، ولا يستطيع عبدٌ مهما كان كبيرًا أن يفعل شيئًا ما أراده الله، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق، {سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
ويبقى بعد ذلك: "الاستعداد الفطريّ" المزدوج للهدى والضلال، الذي خُلق الإنسان به، واقتضت مشيئة الله، أن يجري قدره بهداية من يجاهد نفسه للهدى، وإضلال من لا يستخدم عقله، وما أعطاه الله، من أجهزة الرؤيا والسمع في إدراك الآيات المبثوثة في صفحات الكون، وفي رسالات الرسل، الموحية للهدى.
وفي هذه الحقيقة يتحرك الإنسان بنفسه، فمُعْتِقُهَا أو مُوبِقُهَا، {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}، أي ما تخفيه قلوبهم وعبر عن القلب بالصدر، لأنه يحتوي عليه، فيقع له ما يقع من الهدى أو الضلال.
كما يُسن لمن يقدم على أمر من أمور الدنيا، أن يصلي صلاة الاستخارة، واختار بعض الفضلاء أن يقرأ في الركعة الأولى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، الآية، وفي الركعة الثانية: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}، ثم يدعو بدعاء الاستخارة.
أضف تعليقك...