الثلاثاء 2024-11-05
الآية (67) من سورة القصص، اللقاء (32)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ}.
هذه الآية تحمل البشرى لكل من ضاقت به الدنيا وتراكمت عليه الهموم والغموم والمصاعب والفتن، بأن مفتاح الفلاح والنجاة والسعادة في الدنيا، والفوز في الآخرة هو بين يديه، وسهل وميسر لمن يسره الله تعالى عليه، وقد كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: (اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إلَّا ما جَعَلْتَهُ سَهلًا، وأنْتَ تَجْعلُ الحَزْنَ إذا شِئْتَ سَهْلًا)، فحريّ بالمؤمن أن يدعو بهذا الدعاء وغيره كي يعينه الله على الإتيان بهذه الأسباب الثلاثة التي ورد ذكرها في هذه الآية الكريمة ليتحقق له الفلاح، والنجاة من العذاب، وحصول المطلوب والأمان من المرهوب، {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، وتلك الأسباب هي: التوبة من الذنوب، مع الإيمان بالله وبذل وسعه في الأعمال الصالحة، {فَأَمَّا مَن تَابَ}، التوبة مشروعة وبابها مفتوح وهي "صابون الذنوب"، ومادة التطهير والتزكية للنفس، جاء عنه عليه الصلاة والسلام : (إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا).
والثاني قوله: {وَآمَنَ}، فالإيمان هو أساس القبول للتوبة والأعمال الصالحة، وبدون الإيمان تكون أعمال المشركين هباءً منثورا، {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}.
والسبب الثالث هو قوله: {وَعَمِلَ صَالِحًا}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، و{فَعَسَىٰ}، موجبة، لأنها من العبد رجاء، ومن الله تعالى وعدٌ ووفاء.
أضف تعليقك...