الأربعاء 2024-10-23
الآيات (52-54) سورة القصص، اللقاء (24)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ويَدْرَؤونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ}، مؤمنو اليهود والنصارى، والكتاب التوراة والإنجيل، {مِن قَبْلِهِ}، من قبل القرآن الكريم، {هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ}، يؤمنون بالقرآن لأنه مصدق لما هو مذكور في كتبهم من قبل أن تُحرف وتُبدل، ومن ذلك بعثة رسول الله {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، فمن آمن من أهل الكتاب، فقد حقق إسلامه بما جاء في كتبهم من قبل، وذلك لعلمه بأنه الحق من ربّه {أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ}، بصبرهم على الأذى، ولكونهم يَدْرَؤونَ بحسنة إسلامهم سيئات الكفر، وَيَدْرَؤونَ بالحسن من الأفعال، السيئ منها، {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، وَيَدْرَؤونَ بالبر والإحسان، الشرور والعدوان، {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، وينفقون مما آتاهم الله تعالى ابتغاء رضوانه، ورجاء ثوابه، قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثةٌ يُؤتَوْنَ أجرَهم مرتينِ؛ رجلٌ كانت له أَمَةٌ فأدَّبَها فأحسنَ أدبَها وعلَّمَها فأحسن تعليمَها، ثم أعتقَها وتزوَّجَها، وعبدٌ يُؤدِّي حقَّ اللهِ وحقَّ مواليهِ، ومؤمنُ أهلِ الكتابِ).
أضف تعليقك...