-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)
تلك هي عاقبة الظالمين، المعاندين لآيات الله - عز وجل- المكذبين لرسله عليهم الصلاة والسلام- يمهلهم سبحانه- ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، ولقد أهلك الله - فرعون وجنوده، بأن قذف بهم فِي اليم، أي البحر، فهلكوا بالغرق.
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)، والأئمة: هم من يُقتدى به في عمل من خير أو شر، والدعوة إلى النار: أي الدعوة إلى العمل الذي يوقع في النار، أي: جعلناهم زعماء يقتدي بهم غيرهم من المفسدين في الأرض، فيكون عليهم وزرهم ووزر من اقتدى بهم، وسلك سلوكهم، في تكذيب الآيات ومخالفة الرسل، ثم هم يوم القيامة لا يجدون من ينصرهم من عذاب الجحيم.
وقد تبعتهم اللعنة في هذه الحياة الدنيا، واللَّعْنُ: هو الطَّرْد والإِبعادُ مِنَ اللَّهِ - وذلك يقتضي الإبعاد والطَّرْد مِنَ الْخَيْرِ، وَالسَّب والدُّعاء من الخَلْق، ومَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ - فَقَدْ أَبعده عَنْ رَحْمَتِهِ وَاسْتَحَقَّ العذابَ فَصَارَ هَالِكًا، فكل من فعل فعلا استوجب الكفر، ومات على ذلك، ولم يتب منه، فهو ملعون: بمعنى أنه استوجب العذاب الذي لا يخرج منه أبدا، (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ)، أي أنهم المشوهين في الخلقة، بكلاحة الوجوه وسوادها.
أضف تعليقك...