الأحد 2024-10-06
الآيات 27-28 من سورة القصص، اللقاء، (14)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)
بعد أن منّ الله تعالى- على موسى عليه السلام- بالأمن والاطمئنان، ثم بالزوجة الصالحة، فتزوج الفتاة التي جاءته على استحياء.
والاستحياء: صيغة مبالغة للحياء: وهو انقِباضُ النَّفْسِ عنِ القَبائِحِ وتَرْكُها، والله - حييٌّ سِتِّيرٌ، يُحبُّ الحياءَ والسَّترَ، والرسول عليه الصلاة والسلام- كان أشَدّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، فالحياء يُرضي الله- ويصون النفس عن الرزايا، ويكسب الهيبة والمحبة في قلوب الناس، ولقد منّ الله- على موسى بالقوة والأمانة والحياء من الأمانة، ورزقه بزوجة ذات حياء.
عن أبي ذرٍّ، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «إذا سُئِلْتَ: أيَّ الأجلين قضى موسى؟ فقل: خيرهما وأبَرّهما، وإن سُئلت: أيَّ المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما، وهي التي جاءت فقالت: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)، فقال: ما رأيت مِن قوَّته؟ قالت: أخذ حجرًا ثقيلًا فألقاه على البئر، قال: وما الذي رأيت مِن أمانته؟ قالت: قال لي: امشي خلفي، ولا تمشي أمامي» فزاده ذلك رغبةً فيه، فعرض عليه أن يزوجه إحدى بناته، مقابل أن يعمل لديه ثماني سنوات أو عشرا، وهذا من دأب المتقين، يبادرون بتزويج بناتهم للصالحين، ومصاهرتهم ولو كانوا فقراء.
ثم إن في رعي موسى للغنم تهيئة للرسالة ورعاية البشر، قال ﷺ: "ما مِن نبيٍّ إلّا وقد رَعى الغنَمَ".
أضف تعليقك...