الخميس 2024-10-03
الآيات 22- 24 من سورة القصص، اللقاء (12)
تأمّلات - في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي !

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلۡقَآءَ مَديَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يَهدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَديَنَ وَجَدَ عَلَيهِ أُمَّةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَينِ تَذُودَانِۖ قَالَ مَا خَطبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسقِي حَتَّىٰ يُصدِرَ ٱلرِّعَآءُۖ وَأَبُونَا شَيخٞ كَبِيرٞ (23) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٖ فَقِيرٞ (24)
في هذه الآيات دعوتان كريمتان، دعا بهما موسى عليه السلام وحريّ بكل مؤمن أن يدعو الله تعالى بهما، الأولى: عندما كان خائفاً مترقباً متحيراً في أمره، لا يعرف ماذا يعمل؟ وأين يتوجه؟ عندها: (قَالَ عَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يَهۡدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ)، فهداه الله إلى أن يقصد بلاد مدين: فوجد فيها عبدا من عباد الله الصالحين، فآواه وطمأنه وزوجه ابنته، فجمع الله له هداية الطريق والرفيق، وذلك عندما وصل إلى ماء مدين وكان الناس يسقون مواشيهم، ووجد من دون أولئك الناس امرأتين تذودان: أي تمنعان أغنامهما عن الماء، حتى ينصرف الرعاة وتخلو الأحواض، لأنهما لا تقويان على مزاحمة الرجال، وأبوهما شيخ كبير، (فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ)، غير طالب منهما الأجرة، ولا له قصد غير وجه اللّه تعالى وهذا يدل على أنه كان عارفاً بالله قبل نبوته، فلما سقى لهما، وكان ذلك وقت شدة الحر في وسط النهار، ذهب ليستريح في الظل من التعب الذي تكبده من السفر والجوع، بعد أن نجاه الله من فرعون، وهنا توجه بالدعاء وإظهار الحاجة لله، والافتقار إليه، (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ)، أي مفتقر للخير الذي تسوقه إليَّ، وفيه السؤال بالحال وهو أبلغ من السؤال بلسان المقال!
أضف تعليقك...