الخميس 2024-09-26
الآيات 11- 13 من سورة القصص ، اللقاء(07)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَقَالَت لِأُختِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَت بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُم لَا يَشعُرُونَ (11) وَحَرَّمنَا عَلَيهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبلُ فَقَالَت هَل أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهلِ بَيتٖ يَكفُلُونَهُۥ لَكُم وَهُم لَهُۥ نَٰصِحُونَ (12) فَرَدَدنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَي تَقَرَّ عَينُهَا وَلَا تَحزَنَ وَلِتَعلَمَ أَنَّ وَعدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكثَرَهُم لَا يَعلَمُونَ (13)
يجب الأخذ بالأسباب، لأن عدم الأخذ بالأسباب هو من التواكل، وليس من التوكل على الله -فالتوكل تفويض الأمر لله- والثقة بما يُقدّر، مطمئناً لقضاء الله تعالى وحكمته، مع الأخذ بالأسباب والاجتهاد، أما التواكل: فهو تفويض الأمر لله دون الأخذ بالأسباب والعمل والاجتهاد. لذلك رغم أن أم موسى كانت واثقة بوعد الله إلا أنها أخذت بالأسباب، فأمرت أخته أن تتبع أثره، حتى تعلم خبره، فخرجت تبحث عنه في خفية من بعيد، ولم تقرب منه لئلا يعلموا أنها أخته، وتبصره من طرف خفي دون أن يشعر بها أحد، ثم عندما التقطه آل فرعون، وألقى الله محبته في قلب زوجته، أخذوا يبحثون له عن مرضعة ترضعه، وقدر الله ألا يقبل موسى عليه السلام، المراضع، "والمراضع جمع مرضعة: أي المرأة التي تُرضع، أو جمع مَرضَع، بفتح الميم والضاد: وهو موضع الرضاع يعني الثدي، (مِن قَبْلُ)، أي: تحريما قدريا، وذلك لكرامة الله له، فصانه عن أن يرضع من غير ثدي أمه، ولأنه تعالى جعل ذلك سببا لرجوعه إليها، عندها تدخلت أخته، ناصحة لهم، (فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَٰصِحُونَ)، ثم جيئ بأم موسى فرضع من ثديها، فرجعت بولدها راضية، في عز وجاه ورزق دار، وقرَّت عينها بذلك، وعلمت أن وعد الله حق في قوله: (إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ)!
أضف تعليقك...