• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الجمعة 2024-09-06

‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات 01-04 سورة قريش، اللقاء، (01)

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 35
  • التعليقات 0
  • Twitter
‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات 01-04 سورة قريش، اللقاء، (01)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

لِإِيلَفِ قُرَيشٍ (1) إِلَفِهِم رِحلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيفِ (2) فَليَعبُدُواْ رَبَّ هَذَا ٱلبَيتِ (3) ٱلَّذِيٓ أَطعَمَهُم مِّن جُوع وَءَامَنَهُم مِّن خَوفِ (4)

قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تعالى اصْطفى كِنانةَ من ولَدِ إِسماعِيلَ، واصْطَفى قُريْشًا من كِنانَةَ، واصْطفى من قُريْشٍ بَنِي هاشِمٍ، واصْطفانِي من بَنِي هاشِمٍ)، وقريش هم من عرب الحجاز الذين هم من ذرية معد بن عدنان، إلا أنه لا يقال قرشيّ إلا لمن كان من ذرية النضر بن كنانة، وهم ينقسمون إلى أفخاذ وبيوت نحو بني هاشم، وبني أمية، وبني مخزوم، وغيرهم وإنما سميت القبيلة قريشاً لتقرشهم، والتقرّش التكسب وكانوا تجاراً، وأصبح القرشيون أغنياء بفضل الله تعالى- لإيلافهم الطريق لرحلتَي الشتاء والصيف؛ إلى بلاد اليمن، وإلى بلاد الشام، فكانت قريش بمثابة الوسيط التجاري بين الشام وبلاد الروم وجنوب جزيرة العرب، فقد روي أنهم كانوا قبل ذلك في شدة وضيق حال حتى أكلوا الجيف، فأهل مكة ساكنون بواد غير ذي زرع، ولكن الله أطعمهم مما يجلب إليهم من البلاد، (ٱلَّذِيٓ أَطعَمَهُم مِّن جُوع)، بدعوة أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو قوله: (وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ). ويرجع نسَبُ قبيلة بني هاشم إلى إسماعيل بن إبراهيم، عليه السلام، وهاشم هو سيدُ قريش “عمرو بن عبد مناف"، وسُمّي هاشماً لأنه هشم الخبز واتّخذ منه الثريد الذي كان يقدّمه لأهل مكة بعد أن يصبّ عليه المرق واللحم في عامٍ أصابهم القحطُ فيه، وهو الذي شرع لهم التجارة. وعلاقة هذه السورة بسورة الفيل: أن اللام في " لإيلاف " تتعلق بالسورة التي قبلها، أي أن الله تعالى- يُذكّر أهل مكة بعظيم نعمته عليهم، بإهلاك أصحاب الفيل، (فَجَعَلَهُم كَعَصف مَّأكُولِ )، لتبقى قريش وما ألفوا من رحل الشتاء والصيف، يعبدون ربّ هذا البيت، ويؤيد هذا أن السورتين في مصحف أبيّ بن كعب سورة واحدة لا فصل بينهما، وقد قرأهما عمر في ركعة واحدة من المغرب. (وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، آمنهم في أسفارهم لأنهم كانوا في رحلتهم آمنين، لا يتعرض لهم أحد بسوء، وكان غيرهم من الناس تؤخذ أموالهم وأنفسهم، وآمنهم بما ألقي في نفوس العرب من حرمة مكة وأهلها فلا يريدهم أحد بتخويف، وآمنهم من خوف أصحاب الفيل، وآمنهم في بلدهم بدعوة إبراهيم في قوله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )، فكانوا في سعة من العيش بوفر الطعام في بلادهم، وكذلك يسر لهم إقامة الأسواق حول مكة في أشهر الحج وهي سوق مجنَّة، وسوق ذي المَجاز ، وسوق عُكاظ، فتأتيهم فيها الأرزاق ويتسع العيش.فنعمة الأمن من الخوف، والإطعام من الجوع، من أعظم النعم التي يمتن الله تعالى- بها على عباده، قال عليه الصلاة والسلام:(مَن أصبحَ آمنًا في سِرْبِهِ، مُعافًى في بدنِهِ، عندَهُ قوتُ يَومِهِ، فكأنَّما حِيزتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرِها). (فَليَعبُدُواْ رَبَّ هَذَا ٱلبَيتِ )، ليعبدوه ويذكروه ويحمدوه ويشكروه، (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )!

تمت السورة، ولله الحمد والمنّة، وبه التوفيق والعصمة!

أضف تعليقك...

  • 5666 زيارات اليوم

  • 47904985 إجمالي المشاهدات

  • 3002987 إجمالي الزوار