• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2024-09-05

الآيات 01-05 سورة الفيل ، اللقاء (01)

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 34
  • التعليقات 0
  • Twitter
الآيات 01-05 سورة الفيل ، اللقاء (01)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحَٰبِ ٱلفِيلِ (1) أَلَم يَجعَل كَيدَهُم فِي تَضلِيلٖ (2) وَأَرسَلَ عَلَيهِم طَيرًا أَبَابِيلَ (3) تَرمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ (4) فَجَعَلَهُم كَعَصفٖ مَّأكُولِۭ (5)


كانت ولادته صلى الله عليه وسلم في هذا العام، حتى إن العرب كانوا يؤرخون بتلك الحادثة، فيقولون: هذا الأمر حدث فى عام الفيل، أو بعده بكذا، أو قبله بكذا. وقوله: (أَلَمْ تَرَالمراد بالرؤية هنا: العلم الثابت المحقق. وقصة أصحاب الفيل كما ترويها كتب السير باختصار: أن أبرهة الأشرم، وهو قائد جيش الحبشة من قِبل ملكها النجاشي قد بنى كنيسة عظيمة سمّاها (القلّيس)، ليصرف إليها حج العرب، فقام رجل من كنانة وتغوط فيها، فغضب، وأقسم بأن يهدم الكعبة، وجهز جيشا عظيما مصحوبا بفيلة كثيرة، وأرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم، وإنما جاء لهدم الكعبة، فاستعظموا الأمر، وفزعوا له، وأرادوا محاربته، فرأوا أنه لا طاقة لهم به، فتركوه، قال ابن عباس: (جاءَ أصحابُ الفيلِ حتى نزلوا الصِّفاحَ، "موضع خارج مكةَ مِن جهةِ طريقِ اليَمَنِ"، فأتاهم عبدُ المطلبِ، فقال: إن هذا بيتُ اللهِ، لم يُسَلِّطْ عليه أحدًا، فقالوا: لا نَرْجِعُ حتى نَهْدِمَه. فكانوا لا يُقَدِّمون الفيلَ قبلَهم إلا تَأْخَّرَ! فدعا اللهُ الطيرَ الأبابيلَ فأعطاها حجارةً سُودًا، فلما حاذَتْهم رَمَتْهم، فما بَقِيَ منهم أحدٌ إلا أَخَذَتْه الحكَّةُ، فكان لا يَحُكُّ أحدٌ منهم جلدَه إلا تَساقَطَ لحمُه)، فجعل الله تعالى كيدهم خسارة ووبالا عليهم، و(طَيْرًا أَبابِيلَ): أي جماعات، جماعة جماعة من الطير تأتي من هنا وهناك، يرمونهم بحجارة مِّن سِجِّيلٖ: أي الطين اليابس، طبخت بنار جهنم، وأُرسلت من السماء، ومكتوب فيها أسماء القوم، وبما كُتب عليهم أن يعذبوا به، فأصبحوا كالعصف المأكول: أي كورق الزرع الذي أكلته الدواب وداسته بأرجلها فصار "تبنا"، (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ). ومن أهم مقاصد السورة: التذكير بفضل الله بأن حفظ الكعبة المشرفة من كيد الكائدين، وبيان فضل هذا البيت الذي جعله الله تعالى في الأرض، مثابةً للناس وأمنا، ومكانته السامية عنده عز وجل والتبشير للمؤمنين بأنه سبحانه كفيل برعايتهم ونصرهم على أعدائهم، وأنه غالب على أمره، وأن العاقبة للمتقين، وليزدادوا إيماناً مع إيمانهم، (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )! 

تمت السورة، ولله الحمد والمنّة، وبه التوفيق والعصمة!

أضف تعليقك...

  • 5639 زيارات اليوم

  • 47904958 إجمالي المشاهدات

  • 3002987 إجمالي الزوار