1. 

   إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

2. 

   اجتماعي

فَأَمَّا ٱلإِنسَنُ إِذَا مَا ٱبتَلَىهُ رَبُّهُ فَأَكرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكرَمَنِ (15) وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَنَنِ (16) 

الابتلاء: يعني الامتحان أو الاختبار، وهو نوع من أنواع مراد الله عز وجل- في خلقه، وقد يكون بالإكرام والإنعام، والسعة في المعيشة، أو أن قد يكون بالقدْر في الرزق، والضيق في العيش، (وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ)، وغرضه رفع الحسنات، وغفران السيئات، وأشد الناس ابتلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وفي هاتين الآيتين: يُنكر الله تعالى- على الإنسان قوله: (رَبِّيٓ أَكرَمَن)، وذلك إذا قالها على وجه الفخر والكبر، لا على وجه التفضيل والإنعام، وقوله: (رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ)، إذا قالها على وجه التشكي من الله، والضجر وعدم الصبر والتسليم لقضاء الله تعالى - (فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ)، أي إذا ضيقه عليه، فالواجب هو أن يشكر على الخير، ويصبر على الشر، كما أنكر سبحانه- على المؤمن الذي اعتبر أن بسط الرزق في الدنيا كرامة، وتضييقه عليه إهانة، فقد يبسط الله تعالى- الرزق لأعدائه، وقد يضيقه على أوليائه، قال عليه الصلاة والسلام:(إذا أحبَّ اللهُ قومًا ابتلاهُم، فمَن صبَر فله الصَّبرُ، ومن جَزِعَ فلهُ الجزَعُ)، وأما الكافر فإنه يرى أن الدنيا هي الغاية، فأنكر عليه ما يقتضيه كلامه من ذلك. والمقصود: أنه سبحانه وتعالى- لم يُنكر على الإنسان ذكره للإكرام من باب الشكر، إنما أنكر عليه ما يقوله من باب الفخر وقلة الشكر، أو من اعتبار الفرح بالدنيا دون الآخرة، كما أنكر عليه قوله: "ربي أكرمن" إذا اعتقد أن إكرام الله له باستحقاقه الإكرام، على وجه التفضيل والإنعام، كقول قارون: (إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ)، والإنكار إنما هو لقوله: ربي أهانن، لا لقوله "ربي أكرمن" فقوله ربي أكرمني اعتراف بنعمة الله، وقوله ربي أهانني شكاية من فعل الله - نسأل الله العافية!