الاثنين 2024-06-10
الآيات 10-15سورة الانشقاق، اللقاء (04)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ (10) فَسَوۡفَ يَدۡعُواْ ثُبُورٗا (11) وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا (12) إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا (13) إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ (14) بَلَىٰٓۚ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرٗا (15)
وأما من يُعطى كتابه يومئذ من وراء ظهره، فهو من أصحاب الشمال، أو أصحاب المشئمة، وذلك لأن يده اليمنى مغلولة إلى عنقه، واليد الشمال من وراء ظهره، أو أنه يخفي يده اليسرى خلف ظهره خوفاً من استلام كتابه وتهرباً مما فيه من الكفر والنفاق، فيأتيه كتابه فيتناوله بها، ولذلك وصفهم جلَّ ثناؤه أحيانًا أنهم يؤتون كتبهم بشمائلهم، وأحيانًا أنهم يؤتونها من وراء ظهورهم، (فَسَوۡفَ يَدۡعُواْ ثُبُورٗا)، أي: يدعو على نفسه بالهلاك للخلاص من الأهوال والعذاب، ولكن ليس أمامه إلا نار جهنم يصلاها وبئس المصير، (إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا)، أي: إن هذا المجرم كان فى الدنيا فرحا بطرا بين أهله، (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا * إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا)، فقد كان لا يفكر فى عاقبة، ولا يُبالي بالمحرمات، ولا يعمل حسابا لغير ملذاته وشهواته، كما، (إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ)، أي: كان يعتقد أنه لن يرجع إلى الله بعد موته ليحاسبه على أعماله، ويجازيه بما يستحقه، لذلك لم يكن يبالي بما ارتكب من المآثم، فلم يكن يرجو ثوابًا، ولا يخشى عقابًا، (بَلَىٰٓۚ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرٗا)، وأطلق البصير هنا على علمه التام بكل شيئ، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)!
أضف تعليقك...