الأحد 2023-11-19
الآيات 08 - 11 سورة الطلاق، اللقاء، (08)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)
افتتحت السورة ببيان الطلاق وأحكامه والأمور المتعلقة به من التسريح بإحسان، والعدة للمعتدة، والرضاع للمرضعة، والنفقة الواجبة، وفي كل ذلك جاء التأكيد المرة تلو الأخرى على التقوى، ووجوب الالتزام بها ومراعاتها من كلا الطرفين وممن يحكم بينهما، لأن التقوى هي السبيل للنجاة من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، وهي الموصلة لكل خير وصلاح، وبما وعد الله به عباده المتقين.
ثم اختتمت بهذه الآية التي تحذر الذين يخالفون عن أمره سبحانه ويتعدون حدوده ولا يتقونه، من أن يصيبهم ما أصاب الكثير من القرى والأمم السابقة الذين خالفوا أمر ربّهم عز وجل، وخالفوا ما جاءتهم به رُسلهم عليهم الصلاة والسلام، (فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا) أي جازيناها بالعذاب في الدنيا، (وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا)، بالنار في الآخرة، (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا).
ثم أتبعها سبحانه بنصيحة كريمة لعباده المؤمنين، أصحاب العقول النيّرة، بأن يتقوه، (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، باتباع الذكر الذي أنزله عليكم، والرسول الذي يتلو عليكم آياته البينات، "القرآن الكريم"، ليخرجكم بها من الظلمات إلى النور، فالذين يؤمنون بالله تعالى، ويحرصون على الأعمال الصالحة، هم الذي يدخلون الجنة، (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا).
أضف تعليقك...