الجمعة 2023-11-17
الآية -06-من سورة الطلاق، اللقاء، (06)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ (06)
هذه الآية فيها البيان لمضمون التقوى التي أمر الله تعالى بها المؤمنين عند الطلاق بما تقدم من الآيات. فقد يسأل سائل فيقول كيف تكون التقوى في شأن المعتدات؟ فجاءت الآية بالحديث عن إكرامهن والإحسان إليهن في عدة أمور منها:
أولاً. السكن: عطفاً على النهي عن إخراجهن من بيوتهن، يأمر الله تعالى بأن يكون السكن (مِّن وُجْدِكُمْ)، أي مما تجدونه وتحبونه لأنفسكم وتقدرون عليه.
ثانياً. (وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)، النهي عن الإساءة إليهن بالقول أو بتعامل يجعلهن يخرجن من البيوت.
ثالثاً. (فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)، إذ أن فترة الحمل قد تزيد عن فترة العدة، لذا أمر سبحانه باستمرار النفقة عليها حتى تضع مولودها بسلام وأمان.
رابعاً. (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ)، إذ أن من حق الأم أن ترضع وليدها شفقة عليه، وتحقيقاً لمصلحته، عندها يجب على الأب أن يدفع لها أجر المثل.
خامساً. (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ)، أي: تشاوروا بالمعروف في أمر المولود وما يحقق له الحياة الكريمة ويجنبه المتاعب النفسية والمادية والاجتماعية ولا تجعلوه ضحية للنزاع والعناد وتحرمونه حقه من الرضاع والعناية.
سادساً. (وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ)، في حال عدم الاتفاق فيما بين الزوجين المطلقين بشأن إرضاع المولود ورعايته، عندها يجب على الأب أن يجد له "مربية" ترضعه وترعاه.
وللعلماء تفصيلات في هذه الأمور لمن رغب الرجوع إليها.
أضف تعليقك...