الخميس 2023-11-16
الآيات (04- 05) سورة الطلاق، اللقاء (05)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}.
لا تزال الآيات تتحدث عن أهمية العدة للمطلقات، وتبيّن هنا عدة النساء اللائي يئسن من المحيض واللائي لم يحضن وهي ثلاثة أشهر، والحوامل حتى يضعن حملهن، ثم يؤكد سبحانه مرة ثانية على التقوى بقوله: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}، ويتبعها مرة ثالثة بقوله: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}، علاوة على ما جاء في الآية السابقة: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، وبهذا التكرار العظيم، من ربّنا الرؤوف الرحيم، يتأكد أمر الوجوب لمراعاة التقوى في شأن الطلاق، ليتقِ الله تعالى الزوج مع زوجته، والزوجة في زوجها، حيث وعد سبحانه المتقين منهم بأن يجعل لهم مخرجًا من كل كرب وضيق، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، وأن يجعل لهم من أمرهم يُسرًا، وأنه سبحانه يكفر عنهم سيئاتهم ويعظم لهم أجرًا، فهل بعد هذا العطاء من عطاء، وهل بعد هذا الفضل من فضل، وهل بعد هذا الوعد الكبير من الرّب العظيم، الودود الشفيق بعباده، عذر لمتعدٍ على حدود الله، معاند متعنت ظالم أثيم، لا يتقي الله باتباع أمره ونهيه، محروم من هذا الفضل وهذا الثواب من ربّ العالمين؟
فالطلاق ليس انتقامًا وانتصارًا لكل طرف على الآخر، الطلاق ليس شقاقًا ونفاقًا وتقطيعًا للأرحام، الطلاق يجب أن يكون وفق حدود الله، بالتقوى والمعروف وتراضٍ منهما وتسريح بإحسان، {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}.
أضف تعليقك...