
( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
محور تأمّلنا .. ( إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )،
كلّنا نعلم أن الله على كلّ شيء قدير ، وكلّنا نقول ذلك ، ونُقرّ به ، ولكن كم منا من قد إستقرّ في قلبه المعنى الحقيقي بأن الله على كلّ شيء قدير ، وكم منّا من يتصرّف وفق هذا المعنى ، وكم منّا من يطمئن لهذا المعنى ، وكم منّا من يُسلم أمرهُ لهذا المعنى .
في الآية دلالة وإرشاد للوصول بالنفس البشرية لإدراك هذا المعنى ، لكي يستقر في القلب وتطمئن به نفس المؤمن ، فإن السير في الأرض والتبصر في مخلوقات الله ، وكيف يُنشيء الخلق بعد الخلق ، والنبات بعد النبات ، والحيوانات بعد الحيوانات ، فلاشيء يفنى إلا ويخلق بدلاً عنه خلقاً آخر ، وفي هذا دلالة على قدرته التي لاحدّ لها ولانهاية ، فمازالت الأمم والخلائق تفنى ويأتي من بعدها خلقاً آخرون يتوارثون الأرض ، فيُرزقون فيها ، ويُطعمون من خيراتها ، ويتمتعون بأرزاقها التي يُخرجها الله لعباده ، أليس ذلك بقادرٍ على أن يرزقك أيها العبد ، فكيف لاتطمئن نفسك بأنه الرزاق ذو القوة المتين ، فتستقيم على أمره ، وتشكرهُ ، وتتيقن بأن رزقك عليه يسير ، وأنه على كلّ شيء قدير ..!!
أضف تعليقك...