
( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
محور تأمّلنا ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ)
نقرأ في القرآن عن الكثير من قصص الإبتلاءات والفتن التي حصلت في الذين من قبلنا، هذا سيدنا أيوب يُبتلى بالمرض وبفقد أولاده وذهاب مالهُ، فيصبر ويحتسب ويثبت على الإيمان، فيعافيهُ الله ويردّ عليه صحته وماله وأهله ومثلهم معهم، وهذا سيدنا يعقوب يُبتلى بفقد ولدهُ، فيثبت على صدق إيمانه، وهذا سيدنا يوسف يُبتلى بإمرأة ذات منصب وجمال فيقول معاذ الله، وهؤلاء أصحاب الأخدود يلقون في النار، فيثبتون على الإيمان ولا يصدهم ذلك الإبتلاء عن دين الله، وقد كان في الأمم من يشق بالمنشار نصفين وهو صابر محتسب ثابت على الإيمان، فجزاهم الله بما صبروا جنةً وحريراً.
وقصة عابد بني إسرائيل الذي آتاه الله آياته، فأنسلخ منها ولم يتقي الله فيما آتاه،
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ )
وقصة الذي قال لئن آتاني الله مالاً لأصدقن ولأكونن من الصالحين، فلما أغناه الله، بخل ورفض إعطاء زكاة أمواله، فأعقبه نفاقاً في قلبه إلى يوم يلقى الله،
( وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )
وغيرها من قصص الإبتلاءات التي حصلت، فمنهم من صدق في إيمانه، ومنهم من تبين له كذبه وزيف إيمانه، ولقد سبق في علم الله تعالى صدق الصادقين، وكذب الكاذبين، ولكن حصول الفتن إنما هي لوقوع العلم بما يجازي عليه تعالى واقعاً في حياة الناس.
أضف تعليقك...