
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
ما غاب عنك من غائب، وما توارى عنك من شيء، وما بعُد عنك من بعيد، وما مكر بك من جبّار عنيد، إلا وهو أمام الله شاهد، يسمعهُ الله ويراهُ، ويعلم ما يُخفيه في سره ونجواه، حتى الحبة على صغرها ولو كانت في أعماق الأرض إلا يعلمُها، ويسمعُ سبحانهُ دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظّلماء.
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
فكن مطمئناً واثقاً بعظمة وقدرة من بيده ملكوت السماوات والأرض، الحيّ القيوم على سماواته وأرضه وأمر مخلوقاته، لا يغيب عنه شيء منها، ولا تخفى عليه خافية، اعمل ما أمرك الله به، وأنتهي عما نهاك عنه، وسلّم أمرك له بالتوكّل عليه، والإنابة إليه، وكن على يقين جازم أنه لن يصيبك أو يحزنك إلا ما هو الخير لك، ولو مهما بدى لنا من ظاهر الأمر أنه على غير ما نحب أو نرغب، ولكن من له غيب السماوات والأرض، وإليه يُرجع الأمر كلّهُ، ليس بغافل عن أعمال عباده ، فليس لنا إلا الاجتهاد في عبادته ، والتوكّل عليه سبحانه وتعالى ..!! تمت،
(وهذه الآية خاتمة سورة هود، وقد قال عنها كعب الأحبار أنها كانت أيضاً خاتمة التوراة، جاء ذكر ذلك في تفسير القرطبي).
أضف تعليقك...