
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )
محور تأمّلنا ( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )
الإختلاف سنةٌ من سنن الحياة جعلها الله رحمة بالعالمين فلولا الإختلاف لما سارت عجلة الحياة على خير نمط وبأفضل وسيلة ولما نمت الأرض وتطورت ولما كان هناك طعم للحياة ولا لذة فالإختلاف محمود في كلّ شيء، إختلاف الآراء والأفكار، إختلاف الأشكال والأجناس، إختلاف العادات والتقاليد، إختلاف الهمم والطموحات، إختلاف المهن والهوايات، إختلاف الأخلاق والمعتقدات، إختلاف التضاريس والأمصار، إختلاف الأنهار والبحار، إختلاف الطقس والأجواء، إختلاف الأشجار والنباتات، إختلاف الفواكه والثمرات.
والناس يختلفون ويتكيفون تبعاً لتلك الإختلافات، فيكمّل بعضهم بعضاً، ويتخذ بعضهم بعضاً سخرياً، فمنهم شقي وسعيد، وسهل وعنيد، وغني وفقير، وسليمٌ ومريض، وذكيّ وغبي، وكريم سخيّ، وأحمقٌ رديّ، وسابقٌ للخيرات، ومنكبٌ على الشهوات، وخائف مشفقٌ وجلٌ، ومتهور وضيعٌ عجلٌ، هكذا شاءت حكمة الله تعالى في خلقه، ولو شاء سبحانه لجعلهم أمة واحدة لا إختلاف بينها ولا مفارقات، ولكن جعل إختلافهم ليبلوهم ويمتحنهم فيميز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، فيتخذ منهم أولياء وشهداء، وعباداً للرحمن، والسابقون السابقون أولئك المقربون، جعلنا الله وإياكم منهم وتقبلنا معهم.
أضف تعليقك...