
( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )
بإعتبار أن الظلم يعني الشرك بالله فمعناه أن الله تعالى لا يُهلك القرى الكافرة مادام أهلها مصلحون في الأرض ويقيمون العدل في التعامل فيما بينهم رغم كفرهم وإشراكهم بالله،
وذلك لأن الهلاك والعذاب ينزل بسبب الإفساد في الأرض، أما الكفر والشرك فعذابه النار في الآخرة وهذا هو ما يثير إنتباهنا ودهشتنا، فعندما نرى قرى كافرة منعمون في حياتهم، سعداء رغم كفرهم، ونجد أن قرى مسلمة ينزل عليها من العذاب والمصائب ما الله به عليم،
وهذه الآية تبين أن الهلاك والعذاب لا ينزل على القرى الكافرة التي تصلح فيما ذات بينها، وتقيم العدل في الأرض، وقد ينزل بالقرى المسلمة التي لا تحقق الإصلاح في الأرض والتي يسعى أهلها للإفساد فيما بينهم،
فقوم لوط لم ينزل عليهم العذاب بكفرهم، ولكن بإفسادهم في الأرض، وقوم شعيب إنما نزل عليهم العذاب ليس بكفرهم بل للتعامل الفاسد فيما بينهم بإخسارهم للوزن وإنقاص الكيل والميزان.
أضف تعليقك...