
( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ )
محور تأمّلنا هو .. ( وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ )
إن الشك والريب والإختلاف على كتُب الله السابقة، وفي القرآن الكريم أيضاً، إنما هو من طبع البشر الذين قد طبع الله على قلوبهم بكفرهم.
ولايزال الشيطان يتلاعب بقلوب حزبهُ فيُلقي فيها الشك والريب، بالتكذيب والتحريف لمعاني الآيات ومدلولاتها، أو بتفسيرها حسب الظن وإتباع هوى النفس، ليكونوا من أصحاب السعير.
( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
فكيف إذاً .. يكون علاج النفس من الشك المريب في آيات القرآن الكريم؟
إن علاج الشك والريب الذي يلقيهُ الشيطان في القلب عن القرآن الكريم إنما يكون ( بالإيمان، والعلم، والتدبّر )، فكلما إرتفع الإيمان في القلب فإنه يكتسب نوراً يبصر به الحق والطريق المستقيم، وكلما زاد العلم في العقل إكتسب الحكمة التي تورث نور البصيرة، وكلّما تدبّر الإنسان وتأمّل في آيات القرآن، أدرك أسرار الآيات ومدلولاتها الخفية، وتأثيرها في النفس، وفي الكون، وفي كشف الحقائق، وبيان الأسرار والأنوار الربانية، وإزداد بها قرباً إلى الله وتعلقاً وتودداً بالذات الإلاهية، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فيرتقي ويتدرّج في المعرفة من علم اليقين، إلى حق اليقين، ثم إلى عين اليقين، فيصبح وكأنه يرى الآيات ومدلولاتها رأي العين، فليس بعدها مجالٌ للشك أوالريب، أومدخل للشيطان عليه، جعلنا الله وإياكم ممن يتأمّلون القرآن ويتدبّرون آياته.
( عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا )
أضف تعليقك...