
(يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)
محور تأمّلنا (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيد)
هذه هي النتيجة، وهذه هي الغاية، وهذا هو نهاية المطاف، بعد رحلة العمر الطويلة بل القصيرة في هذه الحياة، وهذا هو هدف الحياة وسر الوجود، أن يميز الخبيث من الطيب، ليهلك من هلك عن بينةٍ، ويحي من حيّ عن بينةٍ، ففريق في الجنة وفريق في السعير، فمن شقيَ بعمله فلا تنفعهُ شفاعة الشافعين، ومن سعُد بإيمانه وعمل لما بعد الموت، فقد فاز الفوز العظيم.
فكم من سعيد في الدنيا وهو من الأشقياء في الآخرة، وسعيد في الآخرة وهو من السعداء أيضاً في الدنيا، وهناك من هو شقيّ في الآخرة والأولى, فمدار الشقاوة والسعادة ليس بالمال والجاه والسلطان ، ولا بالغلبة والعصبة وحسن البيان، وإنما هو بالمضغة التي في الجسد، فإن صلُحت صلح الجسد كلّهُ، وإن فسدت فسد الجسد كلّهُ، ألا وهي القلب.
اللهم أصلح قلوبنا لنكون من عبادك السعداء في الآخرة، فمن كان من السعداء في الآخرة فهو السعيد في الدنيا والآخرة.
أضف تعليقك...