
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)
محور تأمّلنا (فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ) فعندما يتخذ الإنسان الظالم لنفسه إلهاً من دون الله، حسب هواهُ، وحسب ما تميل إليه نفسهُ، وتستهويه رغباته.
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، فيعتقد في الأضرحة والقبور، وهناك من يتأول بالكواكب والنجوم، وهناك من يرتمي تحت أقدام الأغنياء والمغنّيات، ومن يتبع كلام الملاحدة الضالين والمضلين، ومن يكتفي بمعشوقته أو صديقهُ، أو عماراته، ومركباته، وسفرياته، ملهيات له عن ذكر الله.
فكلّ ما صرف عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وأداء حق الله، وبقدر ما صرف فقد اختلس شيء من حق الألوهية التي لا تنبغي لغير الله, فهذا عندما تنزل به نازلةُ، أو تقع عليه مصيبةٌ، أو يصيبه شيء من العذاب في الدنيا، فلن يجد له من إلههُ الذي اتخذهُ في حياته استجابةً له، بدفع الضرر عنه، أو الانتصار له، لأن الإله القادر على دفع الضر، وجلب النفع هو الإله الواحد الأحد سبحانه، دون سواهُ من آلهة أخرى مما تهوى الأنفس، أو يميل له الهوى، والعياذ بالله.
أضف تعليقك...