
(كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗأَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ)
محور تأمّلنا هو (أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ) قريةٌ كاملةٌ أُهلكت، وأُبعدت وطُردت، عن رحمة الله، كما حصل لقرية ثمود وغيرها من القرى الظالمة، لم يعبأُ بهم ربي، ولم يعجزوه، ولم ينفذوا من العذاب المحيط بهم بمختلف أشكاله، من رياح شديدة تقتلع الحصباء وترمي بها عليهم، أو صيحة أو خسف أو غرق، وغيرها من جنود ربّك، تبارك وتعالى.
(فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) وكذلك العذاب إذا نزل بقوم فإنه يعمّ القرية كاملة بكل من فيها، حتى الحيوان والنبات والجماد، فلا يُبقى حرثاً ولا نسلاً (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) وقد يكون من بين القوم من لم يعمل بعملهم، ولكنّهُ رضي بفعلهم وسكت عن معاصيهم.
ولم يأمر بمعروف أو ينهى عن المنكر، وقد يكون من بينهم من يريد الإيمان، ولكنّهُ تأخّر مجاملةً لهم، أو حياءً أو خوفاً منهم، أو طمعاً ورغبة في زخرف الحياة الدنيا وزينتها عما عند الله، وما عند الله خَيْرٌ وأبقى.
أضف تعليقك...