
(وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)
محور تأمّلنا قوله (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ) فعندما لا ينفع معهم النصح، ولم تجدي معهم الدعوة لما ينفعهم في الحياة وبعد الممات، وعندما لا تجدُ استجابةً ممن تدعوهم إلى الهدى والحق، بطراً وتعنتاً منهم، وإصراراً على الباطل، ورغبةً في الشر وحباً في العناد والمُكابرة، عندها ليس لك إلا التسليم لأمر الله فيهم، وأعلم أن وعد الله حق، وأن العذاب لا يُردّ عن القوم الظالمين، ودعهم وما يعملون، وأثبت أنت على الحق.
لأن البعض وعندما لا يجد استجابة، فإنه قد يفتر عزمه عن الثبات على الحق، ويركن إلى شيء مما يعمل الظالمون، ويجاريهم في الباطل مجاملةً لهم، ورغبةً منه في عدم مخالفتهم، لكي لا يبدو شاذاً أو غريباً عنهم,
ولكن الداعية المؤمن بدعوته، والمطمئن بوعد ربّه، الراسخ في عقيدته، الواثق بنصر ربّه، لا تزعزعه المخالفات من المخالفين، ولا توهنه التهديدات، ولا يخاف ولا يحزن ولايركن إلى ما عليه المخالفون من أعمال باطلة، ويبقى ملازماً ملتزماً بالعمل الذي يدعو إليه، وبما ينصح به الناس من خير ليتبعوه، أو فساد وأعمال سيئة لينتهوا عنها ويهجرونها،
نسأل الله تعالى الثبات حتى الممات
أضف تعليقك...