
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)
محور تأمّلنا هنا (أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ) الظالمون، المتكبرون، الغافلون، الحاقدون، الحاسدون، من قد ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون من التمادي في المعاصي والإصرار على الذنوب، المعرضون عن سماع الحق والانصياع لأمر الله، كل أولئك نماذج ممن قد عميت بصائرهم، فتراهم يخافون، ويقدرون، ويحترمون، ويعظمون المخلوق عن الخالق تبارك وتعالى.
فلو قلت لأحدهم أسألك كذا وكذا، أو أطلب منك طلب ما، لوجه الله، وإتباعاً لأمره وانتهاءً عن نهيه سبحانه، فلن تجد لديه استجابة ولا رغبة لأن يعمل أو ينتهي، أو يبدي تسامحاً أو تنازلاً عن رأيه أو حقه في سبيل الله، تعظيماً له سبحانه.
ولكن لو طلبت منه شيئاً من ذلك إرضاءً لفلان أو فلان من البشر، أو مقابل شيئاً من فتات الدنيا ومتاعها، لسارع بالاستجابة والقبول والانصياع والرضوخ لهوى النفس، ونزوات الشيطان, فيكون الرهط عنده أعز عليه من الله، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بأن يكون شيئاً في الحياة أعز علينا من الله تعالى.
(ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ)
أضف تعليقك...