
(وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚإِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)
محور تأمّلنا هو علاقة الاستغفار والتوبة بالرحمة والمودة, الاستغفار قولٌ باللسان، والتوبةُ عملٌ بالجِنان, فهو سبحانهُ رحيمٌ بالمستغفرين, ودودٌ بالتوّابين، الاستغفار يفتح باب الرحمة من الله لعباده، ويمنع عنهم العذاب, والتوبة تفتح باب الودّ بين العبد وربّه، فمن أكثر من الاستغفار توالت عليه الرحمات، ونزلت عليه البركات ، وجعل الله له من كل همّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقهُ من حيث لا يحتسب.
ومن داوم على التوبة، فكلّما أذنب ذنباً يعود إلى ربّه تائباً نادماً، يتململُ بين يديه، وكلّ ما أخطأ في حق أحداً من الناس اعتذر، وكلما قصّر في واجب أو فرّط في ركن تأسّف وتحسّر، فيتوب إلى الله بالنية الصادقة، ويقلع عن الذنب، ويكفّر عن السيئات، ويردّ المظالم إلى أهلها، وذلك لأنه يثق بالله، ويطمئن لعفو ربّه، إلى أن يقول الله تعالى :- ما جاء في الحديث القدسي (أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء) أي أنه طالما لازم العبد على التوبة بعد التوبة، وتودّد بها إلى ربّه، فإن الله تعالى يتودّد له بالعفو والمغفرة.
إن وُفقت فمن فضل ربي، وإن أخطأت فمن نفسي, والله أعلم.
أضف تعليقك...