
(وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ)
محور التأمّل (لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم) أي لا تحملنّكم عداوتكم وبغضكم لمن ينصحكم على الإصرار على ما أنتم عليه من الظلم، وبخس الكيل والميزان، فيصيبكم ما أصاب الأقوام الأخرى الظالمة، وأقربهم إليكم قوم لوط، حيث ترون آثارهم، وتسمعون أخبارهم، وتعلمون ما قد أصابهم بظلمهم.
فعندما تنصحُ أحداً من المستكبرين، فإنه ينظر إليك وإلى حالك وأحوالك، هل أنت غني أم فقير، عزيز عليهم وصاحب مكانة عندهم، أم أنك من عامة الناس، فيتقبّلون من الأول حتى الباطل، ويجحدون من الآخر حتى الحق, وهذه هي سمةُ الظالمين، في كل زمان ومكان، فرغم علمهم بحقيقة وصدق وعدل ما يُدعون إليه، إلا أن بصائرهم قد أعمتها العنجهية، والرغبة في التعالي بظلمهم، فيجحدون ما هو مستيقنٌ في أنفسهم من الحق والعدل.
( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا).
أضف تعليقك...