
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
محور تأمّلنا هنا (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) فمهما بلغ الإنسان المصلح من العلم والفهم والفصاحة والبلاغة، ومهما أوتي من قوة مادية أو معنوية، فلن يستطيع أن يصل إلى هدفه، ويبلغ غايته في هداية الناس، ودعوتهم لإصلاح قلوبهم، وإتقان أعمالهم بما يتوافق مع الفطرة السليمة والأخلاق الفاضلة، وبتعاليم الدين الحنيف, إلا بتوفيق الله تعالى له.
فما هو التوفيق إذاً؟
التوفيق من الله تعالى للعبد، هو سدّ طريق الشر عَنْهُ، وتسهيل طريق الخير لهُ، فالعبد الموفق عاقبةُ أموره كلها إلى خير، فيُلقي الله له القبول في قلوب عباده، ويسدّدهُ، فيهديهُ لأرشد الأقوال والأعمال، التي تفضي لأفضل النتائج وأنجحها.
أما كيف يأتي التوفيق؟
فإنه يكون بقدر إخلاص العبد في العمل لوجه الله، وبصفاء نيّته، وسلامة قلبه، وبالتوكل عليه، والإنابة إليه (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
أضف تعليقك...