
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
محور تأمّلنا هنا (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) يجب أن يطمئن الناس الذين تريدُ أن تدعوهم إلى الخير والإصلاح، إلى أن الشخص الذي ينصحهم ويدعوهم إلى شيء، بأن يكون هو نفسه ملتزم به، ويعمل به، من خير يأمر به، أو سوء ينهى عنه.
أما من يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، فهؤلاء كمن يهزأ بالدِّين، ويتلاعب بالأخلاق، ويفسدُ عقول الناس بما يسمعون من كلامه، ولا يرون في عمله ما يوافق ما يدعوهم إليه, لا تنهى عن خُلقٍ وتأتي بمثله, عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ.
كن شجاعاً وقل لهم ما أريد أن أخالفكم، وأعملُ بما أنهاكم عنه، وإنما أنا أول من يلتزم بالأخلاق التي أدعوكم إليها، وإن لم تكن فيك من قبلُ، فأبدأ بالتغيير في نفسك أولاً، وأعلن توبتك بالإصلاح، والإقلاع عنها، ثم أدعهم إليها، فهذا من أخلاق الدعاة والمصلحين، وأجدرُ أن يُسمع لكلامه، ويُتّبع لأحكامه، وينال التوفيق من الله والسداد في رأيه وبرهانه.
أضف تعليقك...