
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
محور تأمّلنا هنا (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) أنت في هذه الحياة، وعلى ظهر هذه الأرض التي استخلفك الله عليها لعمارتها بالصالحات من الأعمال والأقوال، أنت أحد اثنين لا ثالث لهما.
إما أن تكون من المصلحين، وإما أن تكون من المفسدين, ولكي تكون من المصلحين في أرض الله، والصالحين لعمارتها، فعليك الاهتمام بإصلاحها, وصلاحها يبدأ بصلاح الإنسان، فإن صلُح الإنسان صلُح كل شيء على ظهر الأرض، فتصبح الأرضُ صالحةً وكما يحب ربنا ويرضى, ولكي يصلُح الإنسان، يجب أن يصلُح القلب في الحديث (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) فهذا هو ما يسعى إليه الأنبياء والمرسلين والدعاة، والمصلحين وأهل التقوى والإيمان, إصلاح قلوب البشر.
كن أينما شئت، وكن ابن من كنت، عش قدر ما عشت، فلن يغني عنك من الله شيئاً، إن لم تكن من المصلحين، فأبدأ بإصلاح قلبك، وإصلاح قلوب أبناءك وأهلك، والناس أجمعين، بالحكمة والموعظة الحسنة.
أضف تعليقك...