(بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ)

فائدة : هناك من العبارات التي كان يقولها آباءنا عند التعزية لمن فقد عزيزاً لديه، يقولون له (البقيّةُ في حياتكم) وهي دعوة كريمة بأن يجعل الله تعالى البركة والخير كلّ الخير فيما أبقاهُ لهم، ولو كان قليلاً، سواءً في الأهل أو الأبناء، أو شيئاً من متاع الدنيا، ونِعَم الله عليهم الظاهرةً والباطنة. 

وهذه الخيرية، تأملونها وترجونها من الله تعالى فقط, وكما جاء في سياق الآية بقوله سبحانه :- (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) فمن فقد شيئاً من ماله أو ولده، أو متاعاً من زينة الحياة الدنيا, فليبشر ويتباشر بأن ما أبقاهُ الله له من بقية المال أو الولد أو المتاع ولو كان قليلاً، بأنه هو الخير له في الدنيا أو الآخرة، أوفي كليهما معاً.

هذا إن كان مؤمناً بالله، متوكلاً عليه، ومفوضاً الأمر له سبحانه, أما غير المؤمنين فليس لهم حظاً في هذه الخيرية، وذلك لانتفاء شرط الإيمان الذي ورد في الآية الكريمة, فلنتعلم إذاً هذا الدعاء, لمن فقد شيئاً عَزِيزًا عليه أن نقول له, (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ) أيها المؤمنون.