• icon لوحة التحكم
  • icon

icon السبت 2018-11-03

تأمُّل في الآية 82 من سورة هود

مجلس حكيم الزمان

  • تسجيل اعجاب 87
  • المشاهدات 433
  • التعليقات 0
  • Twitter
تأمُّل في الآية 82 من سورة هود
  1. icon

(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ)

محور تأمّلنا في هذه الآية هو إذا جاء أمرُ الله, فقوم لوط قد استوجبوا نزول العذاب، ولكن لم يُعاجلهم به، بل جعل موعدهم الصبح، لعلهم إلى ربّهم يرجعون, (أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) فعندما يعصي العاصي، فليعلم أنه قد استوجب العذاب وأن أمر الله بالعذاب قد حلّ وقرُب منه، (فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ).

فلا يستبطئ العاصي العذاب، ويظن أنه قد فاز ونجا، وهو حال الكثيرين من الناس عندما يعصي الله مرة ثم مرة وأخرى ويرى أنه لم يصبه شيء من العذاب فإنه يتمادى, أما من قد نوّر الله قلبه بالإيمان فإنه يدرك أن عليه ألا يستعجل العذاب أو يستبطئه، بل عليه أن يكسب فرصة عدم معاجلة الله له بالعذاب بالعودة إلى الله والتوبة والإنابة قبل أن يقع عليه أمر الله، كما فعل قوم يونس عليه السلام عندما تابوا وأنابوا ورجعوا إلى ربهم، فكشف عنهم العذاب.

قال تعالى:- (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ) فكان لعدم تعجيل العذاب بهم، فرصة لهم، تابوا إلى الله فعفى عنهم، وصرفه عنهم، وهناك من الأمم الكافرة من يستبطئ العذاب، فيستعجلهُ ويقول ائتنا بعذاب الله، (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).

وهذا هو لسان حال الكثيرين ممن غرهم استبطاء العذاب عنهم، فتجرأوا وامتهنوا المعاصي وجاهروا بها، فتسلطت عليهم ألواناً من العذاب، هي من أمر الل، وما يعلم جنود ربك إلا هو سبحانه وتعالى.

أضف تعليقك...

  • 6334 زيارات اليوم

  • 49487015 إجمالي المشاهدات

  • 3023887 إجمالي الزوار