
(يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ).
لم يستجب الله تعالى لطلب رسوله وخليله عليه الصلاة والسلام، وهو ما هو عليه من منزلة له عندهُ، ورغم ذلك لم يقبل شفاعته بقوم لوط، في إمهالهم من العذاب، لأنهُ لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، حتى وإن كان من أنبيائه ورسله، فكيف بمن هم سواهم من الناس، أومن الوسائط والوسطاء، (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ۖ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
فعند نزول العذاب بالظالم، فإنه لا ينفعهُ طبيبٌ يُداويه، ولا دواءٌ يشافيه، ولا راقٍ يرقيه، ولا شفيع يشفع له، ولا حرس يحرسونه، ولا بيت يأويه، ولا جبل يعصمه، فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، لأنه (قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ).
فليحذر الذين يعكفون على المعاصي، من أن يأتيهم أمر الله نهاراً أو بياتاً، فيأخذهم بغتةً وهم لا يشعرون، فإن الله تعالى يُمهل ولا يُهمِل, فلابدّ للظلم من نهاية، ولابدّ للظالم من نكاية.
فلا يغرنّك أيها الظالم لنفسه بالمعاصي، أو الظالم لغيره بالمآسي، ما لديك من مال يطغيك، أو مكانة تنجيك، أو عصبةٌ وحميةٌ تدافع عنك أو تنفعك, أو واسطة تشفع لك، أو قوة ومنعة تحميك.
وتذكّر إذا جاء أمر ربّك، فإنهم آتيهم عذاب غيرُ مردود (غَيْرُ مَرْدُودٍ) عن القوم الظالمين.
أضف تعليقك...