
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
عندما أيقنوا بأن العذاب نازلٌ بهم أمرُ الله فبدلاً من أن يستغفروا الله ويتوبون إليه من ظلمهم وكفرهم، فقد أشهروا سيوفهم وخرجوا في الطرقات، وحزموا أمرهم على التصدّي لعذاب الله، ومحاولة صدّهُ عنهم بقوتهم وجبروتهم وعدتهم وعتادهم, وهذا من عمى القلوب، حيث جعلهم يعتقدون أنهم قادرون على التصدّي لأمر الله تعالى.
ثم بعد ذلك جاءتهم الرجفة (زلزال شديد) فخرجوا بعيداً عن البنيان كي لا تسقط عليهم، ثم دنت منهم الشمس حتى أحرقتهم وأسقطت السيوف من أيديهم.
بعد ذلك ظهرت لهم غيمةٌ عظيمة، فأسرعوا إليها يستظلون تحتها من حرارة الشمس، فنزل عليهم منها العذاب ثم الصيحة القوية، كأضعاف صوت الصواعق، فانخلعت منها قلوبهم من الخوف، فخروا جاثمين على وجوههم في التراب.
تماماً كما يفعلُ الطغاة والظالمون اليوم، من محاولة مجابهة الكوارث والمحن التي تنزل بهم بالمال والعتاد، واللف والدوران، والتحايل والمكر والخداع، فيستهزئون بعذاب الله، ولكنّ الله يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
فلا يفرح الظالمون بإمهال الله لهم، فقد تكون غيمة كغيمة قوم عاد، يحسبونها سلام، وفيها الصيحةُ القاضيةُ والعذاب القريب, والعاقل هو من يحذر من إمهال الله له, فيعود إلى الحقّ قبل فوات الأوان.
أضف تعليقك...