• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأربعاء 2018-10-24

تأمُّل في الآية 56 من سورة هود

مجلس حكيم الزمان

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 393
  • التعليقات 0
  • Twitter
تأمُّل في الآية  56 من سورة هود
  1. icon

(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

المتأمّل في هذه الآية، يجد ثلاثة أسباب جعلت سيدنا هود يتحدى قومه، رغم قوتهم وجمعهم وهو بمفرده، كما جاء في الآية السابقة، وتلك الأسباب وهي

أولاً/ توكله على الله وعلمه ويقينه بأن الله ربًه وربهم ولاربّ لهم سواه، (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم)

ثانياً/ أنه عليه الصلاة والسلام على علم ويقين تام بأنه ليس هناك دابة تدبّ على وجه الأرض إلا وناصيتها بيد الله، يسخرها كيف يشاء، وبما يشاء، ومتى يشاء، وليس هناك من هو قادر على عمل أي شيء إلا بأمر الله تعالى ومشيئته، (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)

ثالثاً/ يعلم علم اليقين أن كل ما تأتي به أقدار الله في خلقه هي موافقة للحق، لأنه تعالى على صراط مستقيم، فهو الحق، وقوله الحق، ووعده الحق، وحكمه الحق، وقضاؤه الحق، وقدره الحق

فكلّ ماهو من عند الله، فيه الخير، والنصر الفوز، وهو الفلاح في الدنيا والآخرة، وذلك بسبب (إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

فبما أن ربّ كل المخلوقات هو الله، وبيده ناصية كلّ دابة وأنه تعالى على صراط مستقيم في قضائه وفي أحكامه! فمن أي شيء تخاف وتخشى أيها المؤمن المتوكل على الله؟ فجميع الأنبياء والرسل كانوا موقنين بنصر الله تعالى (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (قَالَ كَلَّا ۖإِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)

(فائدة للدعاء بهذه الآية)(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

فمن أُبتلي بعدو أوحاقد أوحاسد يتربص به، أوخاف من إعتداء وحش أو ظالم أو جبار، فلعله لو دعى الله بهذه الآية، وكررها مستحضراً معانيها، أن يصرف الله عنه شرّه، ويكفيهُ ما أهمه ُمن أمره، ويردّ كيدهُ في نحره، بإذن الله (إنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ) فمن توكّل على الله كفاهُ

(رَبِّي وَرَبِّكُم) العلم التام واليقين بأنه تعالى هو الواحد الأحد ربّ كل شيء ومليكهُ، لا ربّ للمخلوقات غيره، ولا إله سواه (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) العلم التام واليقين بأن جميع المخلوقات من إنس وجن وكل الكائنات تنقاد له سبحانه، وتسير وفق إرادته ومشيئته شاءت أم أبت ، فحكمهُ فيها نافذٌ (إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الثقةُ التامةُ بأن منهج الله وإرادته وقضائه في خلقه هو الحق والعدل والأفضل والأكمل، بما يختاره لهم ويقضي به فيهم، وهو الخير لهم في الدنيا والآخرة، ولو مهما بدى لهم أنه غير ذلك، أو أنه عكس ما يتمنونه أو يرغبون فيه

والله أعلم ..!!

أضف تعليقك...

  • 1258 زيارات اليوم

  • 49488255 إجمالي المشاهدات

  • 3023922 إجمالي الزوار