
(مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ)
معجزة كونية عظيمة أن يقف رسول من رسل الله عليهم الصلاة السلام، أمام قومه جميعاً بكل مالديهم من قوة وجبروت وعتاد، ثم يتحداهم بقوله (فَكِيدُونِي جَمِيعًا) أي أنتم وأوثانكم وبكل ما أوتيتم وبما تستطيعون من ضُرّي وإلحاق الأذى بي، ( ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ) أي بدون إمهالي طرفة عين، ثم بعد هذا التحدي لايستطيعون مسّهُ بأيّ أذى أو النيل منه، رغم تحديه لهم، لأن الله تعالى يعصم رسله من أذاهم وشرورهم، (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) النبي قد يؤذى أويُقتل، ولكن الرسول معصوم من الله، فالنبي لم يؤمر بالتبليغ، ولكن الرسول مأمور بالتبليغ ومن يؤمر بالتبليغ يعصمه الله، وأمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمة دعوة وتبليغ عن الله، لأنه ليس بعد رسولنا رسول فهو خاتم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فنرجوا لمن يخلص النية منهم في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، أن يكون من ورثة الأنبياء والمرسلين، وأن يعصمه الله ويحرسه ويوفقه للتي هي أقوم (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
أضف تعليقك...