كان لنا هذا اللقاء الممتع مع الأستاذة إحسان بنت محمود بخاري تتحدث فيه عن مشوارها في عالم الأزياء التراثية الخاصة بأهل المدينة المنورة وتخبرنا عن نبذة من أنواع هذه الأزياء وما المميز بكل زي وعادات أهل هذه المدينة وهذا الإرث العظيم الخاص بأهل طيبة الطيبة.

هي احسان بنت محمود بخاري ومؤهلها ماجستير تخصص أصول فقه و مديرة مدرسة متقاعدة وعضو عدة جمعيات (  الجمعية السعودية للمحافظة على التراث ورواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة وجمعية طيبة وجمعية أبناؤنا )

كما الّفت كتاب سيدة البلدان معلم وتراث.

وحدثتنا عن بداياتها في الاهتمام بالتراث و الزي المديني فقالت : بعد أن تقاعدت أصبح لدي وقت كافٍ وكان عامل ارتوائي من تراثي تراث الاباء والأجداد مساعد لذلك وأهمية المحافظة عليه من الاندثار , وكان هناك دافع لذلك وهو اهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين بالتراث الوطني  وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني , هذا الاهتمام جعلني أنمّي ميولي التراثية في فرع من فروع التراث الغير مادي وهو الملابس النسائية والحلي والمجوهرات و طبيعة حياة الأسرة المدينيه.

و الاهتمام بموروثها الشعبية جعلني أبحث وأوثق المعلومات عن لبس العروسة المدينيه وجمعها من ذوات الاختصاص متمثلا في الأخت رمزية عباس والأخت حمدة أم طلال النبيهي  وهذه العادات قوية ومما زاد قوتها اهتمام حكومتنا الرشيدة.

وذكرت لنا أنها ورثت هذا الميول من خالة (هدى النصاص) رحمها الله وبناتها و ايضا اهتمام والدتي وأن هذا التراث هو عبارة عن إرث وهو لبس كل أجدادنا في المناسبات.

ولفتت الى انه مازال الإقبال على هذه الأزياء ولم تندثر هذه العادات و الاهتمام بها أصبح زائداً خاصة بالزي المديني وأن الأغلبية متمسك بالزي والزفة الخاصة به .

وفي حديثنا معها عن الاكثر اقبالاً على هذه الأزياء قالت : الأكثر إقبالاً عليه من داخل المدينة وخارجها هو اللبس المديني لأنه مميز بمرتبة على صدر العروسة ممتلئة بالذهب والألماس واللؤلؤ ويوم العرس ترص بالورد المديني يزيد من بهائها ورائحة الورد تنبعث منها , فاللبس المديني انفرد بالمرتبة ويتنوع في اللون بتدرج اللون الوردي الفاتح والغامق وتختار العروسة ما تميل إليه نفسها والعروسة المدينيه متميزة بزفتها على الكراسي وتوحي بأنها ملكة هذه الليلة.

وهناك عدة مناسبات اجتماعية وطنية شاركت بها " بخاري "  وعبرت : لكن مشاركاتي لم تكن مهنة بل هو المحافظة على التراث الوطني ونقله من الأجداد إلى الأحفاد منها ( إقامة ليلة مدينيه في جمعية طيبة ومشاركتي في عيد طيبة 35 بالبيت المدينة المقام في الحي التراثي و تشرفت بافتتاح سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة وأيضا شاركت في الملتقي الثاني للثقافة والفنون " كرم تراثك بمتحف " المقام في الرياض و عدة مشاركات أخرى مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية  وكذلك مع التربية والتعليم وشاركت بحفل في الثانوية 38 والثانوية الأربعون كما أديت محاضرة " تراثنا نحصيه لنحميه " بعد أخذ موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان  وسمو الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث).

ماهي تطلعاتك ومشاريعك المستقبلية؟

ليس لدي أي مشاريع إنما هي كما ذكرت سابقا لم تكن مهنة لكسب الربح المادي بل هو واجب وطني للحفاظ على تراثنا هو تاريخنا ومن لم يكن له تراث لم يكن له تاريخ.

 ما الأنواع لهذه الازياء وما القطع التي ترتدى لكل نوع ؟

الزي المديني خاص للعروسة ومتميز بزفته على الكراسي والتاج والمقنع الذي يعتبر كغطاء بديل عن العباءة قديما والثوب والسديري أو القميص والسروال والمرتبة هو عنوان لكل زي المديني.

فمرتبته تطرز باللولو والالماس وفي يوم المناسبة يخيط بالورد المديني حول المرتبة.

و المحف متميز بالتاج وبمرتبته وهي عبارة عن عدة مراتب دائرية بشكل راسي ومطرزة مع المحرمة والمدورة التي توضع على الراس وتكون الوانه درجات الوردي الغامق منها والفاتح هو والمديني.

والمصكك ثوب مقفل من جهة العنق يلبس ايضا معه محرمة ومدورة والزبون.

وضرفة الباب والمشبر والمنتور جميعها في قمة الروعة وعادةً تلبس باللون الابيض.

والزبون تطريزه يكون من بداية الثوب بشكل طولي الى نهايته ولكن يكمن الفرق بينه وبين ضرفة الباب بان ضرفة الباب تطريزه اوسع اي بشكل افقي من الزبون وان الزبون تطريزه اقل والزبون يتميز باللون الابيض والمشبره يتميز بأن التطريز على شكل ورود وان بين كل ورده وورده شبر ويلبس في الحنة والسابع.

اما ام العروسة وام العريس تحب بان تتميز ليلة فرح ابنتها او ولدها تلبس السديرية بأزارير ألماس والذهب والمحرمة والمدورة المشغولة بالكنتيل.

واضافت : كان قديما اي سيدة تريد حضور مناسبة تستطيع ان تلبس ثوب يسمى "البرنسيس" وهو ثوب وسديري تكون أزاريره من ذهب ترتدي معه "المحرمة والمدورة" الزي المديني خاص بالعروسة ولكن مثل المصكك وضرفة الباب او الزبون  أو يكون خاص بالمعازيم المقربين.

وحسب ما تلاحظه " بخاري " عن الأكثر طلباً في المناسبات هو الزي المديني و انها عادات وملابس كانت لأجدادنا في المناسبات , كما ذكرت بانه لا توجد ملابس معينة للعريس وانما فقط للعروسة.

بينت لنا ايضاً أن الازياء و العادات تختلف من مطقة لأخرى بل وايضا مسمى " الثوب " يختلف من جدة الى مكة والمدينة

وختمت لقائنا بنصيحة للعروسة المدينيه بأن تهتم بلبسنا و تراثنا وما يميزنا عن غيرنا بأصالته وفخامته حتى انه يشهد له بالبنان في كل مدن المملكة داخلها وخارجها من الدول الاخرى