
التقت " عيون المدينة " بالأستاذ فيصل ابن الشيخ ناصر بن متعب الشغار في منزله الكائن بمدينة الرياض بعد أن لبى الدعوة مشكوراً وذلك للتعريف عن بطل من الابطال الذين خلد التاريخ ذكراهم
ففي مملكتنا الحبيبة وتحت راية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره هناك أُناسا يستحقون منا أن نكتب عنهم الكثير ومنهم الشيخ ناصر بن متعب الشغار الذي عاصر توحيد هذا الكيان العظيم " المملكة العربية السعودية "على يد فارسها وموحدها الملك عبدالعزيز رحمه الله ولبى نداء التوحيد وعمل جاداً ومخلصاً ًومنقاداً لأوامر ولى الأمر فاعلاً بقوله تعالى (يا أيها اللذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، فقد لزم الجماعة يوم أن أنشق أكثر الخائنين ضد الملك عبدالعزيز رحمه الله وحارب مع جيش الملك في معركة السبله ضد المنشقين
وحينما نتحدث عن رجل مثل الشيخ ناصر الشغار ، فأننا نتحدث عن شخص يمتلك من الخصال الحميدة الكثير التي لا نستطيع أن نحصيها ومنها الكرم و الشجاعة والحكمة والسخاء والصبر وعرف الشيخ ناصر الشغار رحمه الله بين جماعته وقبيلته بالنخوة والشجاعة والشهامة والكرم فكان سرعان ما يهب لنجدة الضعيف ونصرة المظلوم والشفاعة في عتق الأرقاب وذلك بتوفيق العزيز الجليل ، وأشتهر بإسداء المعروف للناس عامه وللأرامل والأيتام خاصة وهو شخص مخضرم وأحد رجالات نجد المشهورين وله بصمات خير وصلاح في وطنه وقبيلة . وقد ساهم في حل العديد من القضايا بين القبائل وهو الذي عرف عنه أيضا الاخلاص والوفاء لقيادته ولوطنه في جميع مراحل حياته
في هذا اللقاء سنتعرف على جانب من حياة هذا الرجل الكريم في أخلاقه وتعامله وقدرته على ادارة شؤون قبيلته وولائه للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه
فالشيخ ناصر نقل للجيل الواعد سيرة البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن سعود رحمه الله، الذي وحد المملكة على كلمة التوحيد أولاً وعلى الحب والالفة والاخوة ثانياً
حدثناً عن حياة الشيخ ناصر
ولد الشيخ ناصر بن متعب بن فيصل بن بتال الشغار في وادي الرشا سنة 1322 هـ ، والشيخ ناصر من المزاحمة وتحديدا من الروقة من قبيلة عتيبة وهو أمير وشيخ قبيلة وينتمي إلى أسرة كريمة ذات سيادة عظيمة و للشيخ ناصر ثمانية أبناء و ثلاثة أخوه
نشأ الشيخ ناصر بن متعب الشغار في بيت والده الشيخ متعب الشغار الذي كان أحد شيوخ عتيبه وفرسانهم وكان والدي زاهداً متديناً وكان من المقربين من الملك عبدالعزيز رحمه الله وقد وهب الله الشيخ ناصر الشغار الذكاء والنباهه وسرعة الفطنه والحفظ واللباقة فقد تعلم القرآن وحفظ أجزاء كثيرة على يد والده رحمه الله وبعض الأحاديث وقد تعلم الفروسية في سن مبكره

ذاكرة قوية
وأوضح " لعيون المدينة " الأستاذ فيصل أن والده كان يروى لهم ولأفراد قبيلتهم مواقف وشجاعة الملك عبدالعزيز حيث أنه كان يمتلك ذاكرة قوية يرحمه الله ، ويضيف قائلا تحتاج فئة الشباب إلى تكثيف تربيتهم على طاعة الله،
وغرس قيم الولاء والانتماء فيهم منذ الصغر، وطاعة ولاة الأمر ومعرفة ما قاموا به رحمهم الله
عهد المؤسس
أضاف « فيصل بن ناصر الشغار » عاصر والدي المؤسس الملك عبدالعزيز حتى عهد الملك عبدالله رحمه الله ، منوهاً بالنعمة التي يعيشها الشعب السعودي والخير والأمن والأمان، مشيراً إلى أن والده عاش فترة الملك عبدالعزيز وما كان ينعم به الشعب من الأمن والأمان
الشيخ ناصر يصف الملك عبدالعزيز رحمه الله
كان الملك عبدالعزيز حكيما وكان من دهاة العرب وكان خطيباً بارعاً وقائداً محنكاً وكان بعيد النظر لم تر عيني مثله قط ، فقد كان متديناً ونرى ذلك في حديثه وفي تصرفاته فكان كثيراً ما يتخلل حديثه إستشهادات من القرآن الكريم وأحاديث محمد صلى الله عليه وسلم وكان ثقته بالله ثم بنفسه كبيرة جداً وصاحب عطاء كبير ومن أكرم الناس فكنت أرى معظم القبائل يتوافدون على الملك وكان يهبهم خراجاً وعطايا ، وقد كنت ممن نالهم كرم الملك رحمه الله
أما الشجاعة فشجاعة الملك عبدالعزيز لا تحتاج إلى وصف وقد كان الملك عبدالعزيز رحمه الله رجلا مثقفا ومن أطول الرجال قامة ومن أعرضهم فكانت نظراته قويه وكانت له هيبه في قلوب الرجال وكان أيضا فارسا خطيرا إذا غضب ولكنه سرعان ما يهدأ ويقدر ضيوفه من العلماء ومشايخ
ماهي أبرز الغزوات التي شهدها الشيخ ناصر
أخلص الشيخ ناصر بن متعب الشغار للملك عبدالعزيز رحمه الله وترجم ذلك بمشاركته في عدة غزوات تحت راية الملك عبدالعزيز رحمه الله ومنها ( معركة الرغامة عام 1343 هـ ، معركة السبله عام 1347 هـ ، حرب اليمن عام 1353 هـ )
حدثنا عن هدية الملك فهد رحمه الله للشيخ ناصر
حصل الشيخ ناصر على هدية من خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وهي عبارة عن بندقية منقوش عليها اسمه و ذلك تقديراً وعرفاناً من القيادة لوالدي رحمه الله
الأبل في حياة الشيخ ناصر بن متعب الشغار
الأبل تعني الشيء الكثير للشيخ ناصر بن متعب الشغار فلدى الشيخ ناصر الكثير من الأبل منها العفر والمجاهيم والشعل وهي من أجود أنواع الأبل ، وقال الشيخ في أبيات يصف فيه الأبل
يا بدر لولا سجتي للمغاتير *** يبري بها قلبي عن الهم ساعه لغدي
كما الصقار وإن ضيع الطير *** يرمي له الملوح والغبن لاعه
وشقحن على صوت الموده مغاوير *** لوحن صليب الصوت جنه براعه
توفي الشيخ ناصر بن متعب الشغار في يوم الاربعاء ليلة الخميس الموافق ١٤٢٨/١/١٨ هـ عن عمر ناهز ١٠٧ عاماً ، وذلك بعد معانه طويلة مع المرض مما جعله يرقد على السرير الابيض بالمستشفى العسكري بالرياض فترة من الزمن وقد زاره في المستشفي عدد من الامراء وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وتمت الصلاة عليه بجامع الراجحي بعد صلاة الظهر وحضر الصلاه عليه جمع غفير من أصحاب السمو الملكي الامراء والوزراء ودفن رحمه الله في مقبرة النسيم بمدينة الرياض وكان حدث كبير وقد كانت جنازته جنازةً مشهوده حيث شيعه جموعٌ كبيره من المواطنين، تجلى فيها تقدير الناس ومحبتهم له ، وتمت مراسيم العزاء في منزله في مركز عريفجان وحضر العزاء جمع غفير من داخل المملكة وخارجها من دول الخليج
أضف تعليقك...