
-
بقلم / بيان محمد منير بركات
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا أَنَّ خَطَوَاتِكَ نَحْوَ الحُلْمِ لَيْسَتْ لَكَ وَحْدَكَ؟ رُبَّمَا هُنَاكَ إِرْثٌ خَفِيٌّ يَسْرِي فِي أَعْمَاقِكَ، طُمُوحَاتٌ قَدِيمَةٌ لَمْ تَجِدْ طَرِيقَهَا إِلَى النُّورِ، لَكِنَّهَا تَزْهَرُ الْآنَ فِي نَجَاحِكَ، كَغُصْنٍ أَخْضَرَ فِي شَجَرَةٍ لَمْ تَذْبُلْ أَبَدًا.
هَلْ تَسَاءَلْتَ يَوْمًا لِمَاذَا تَجِدُ عَيْنَيْ وَالِدِكَ تَلْمَعَانِ فَخْرًا عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ عَنْ أَهْدَافِكَ؟ أَوْ لِمَاذَا تَدْعُو وَالِدَتُكَ لَكَ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا نَحْوَ حُلْمِكَ؟ الْأَمْرُ يَتَجَاوَزُ مَجَرَّدَ حُبِّهِمْ لَكَ؛ إِنَّهُ امْتِدَادٌ لِحَكَايَاتِهِمِ الَّتِي لَمْ تَكْتَمِلْ. فَكُلُّ نَجَاحٍ تَحْقِقُهُ الْيَوْمَ هُوَ غُصْنٌ أَخْضَرُ فِي شَجَرَةِ طُمُوحَاتِهِمِ الَّتِي لَمْ تَذْبُلْ رَغْمَ السِّنِينَ.
الْحَيَاةُ أَشْبَهُ بِمَسْرَحٍ كَبِيرٍ، يَعْتَلِي فِيهِ كُلُّ جِيلٍ خَشَبَتَهُ لِيُكْمِلَ دَوْرًا بَدَأَهُ مَنْ سَبَقُوهُ. أَحْلَامُنَا الَّتِي نُلَاحِقُهَا الْيَوْمَ لَيْسَتْ وَلِيدَةَ اللَّحْظَةِ، بَلْ جُذُورُهَا مَغْرُوسَةٌ فِي قُلُوبِ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا. رُبَّمَا لَمْ تُسْعِفْهُمُ الظُّرُوفُ لِتَحْقِيقِهَا، وَرُبَّمَا أُغْلِقَتْ أَمَامَهُمْ أَبْوَابٌ هِيَ الْآنَ مَفْتُوحَةٌ لَنَا..
كَانَ آبَاؤُنَا جِيلًا حَمَلَ عَلَى كَتِفَيْهِ أَعْبَاءَ الْحَيَاةِ مُبَكِّرًا، وَقَدَّمُوا أَحْلَامَهُمْ قُرْبَانًا لِاسْتِقْرَارِنَا نَحْنُ. فِي لَحَظَاتِ الصَّمْتِ، هُنَاكَ مَا يُشْبِهُ الْوَصِيَّةَ غَيْرَ الْمَنْطُوقَةِ: "لَا تُهْدِرِ الْفُرْصَةَ الَّتِي لَمْ نَحْصُلْ عَلَيْهَا." وَمَعَ ذَلِكَ، لَا يَنْتَظِرُونَ مِنَّا سِوَى أَنْ نَكُونَ سُعَدَاءَ.
هَلْ نَسْتَطِيعُ حَقًّا رَدَّ هَذَا الْجَمِيلِ الْعَظِيمِ؟ رُبَّمَا لَا نَمْلِكُ إِلَّا أَنْ نَسْعَى بِصِدْقٍ لِتَحْقِيقِ أَحْلَامِنَا، وَأَنْ نَتَذَكَّرَ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ أَنَّ مَا نَحْقِقُهُ لَيْسَ نَجَاحًا فَرْدِيًّا، بَلْ تَتْوِيجٌ لِمَسِيرَةٍ بَدَأَتْ مُنْذُ أَجْيَالٍ. شُكْرًا لَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَنْطَفِئُوا رَغْمَ الْعَوَاصِفِ، وَشُكْرًا لِأَنَّهُمْ عَلَّمُونَا أَنْ نَحْلَمَ حَتَّى عِنْدَمَا تَبْدُو الْأَحْلَامُ رَفَاهِيَةً لَا مَكَانَ لَهَا.
كُلُّ حُلْمٍ نَعِيشُهُ الْيَوْمَ هُوَ امْتِدَادٌ لِأَحْلَامِهِمْ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ نَخْطُوهَا نَحْوَ النَّجَاحِ هِيَ بِمَثَابَةِ رِسَالَةٍ صَامِتَةٍ تَعْبِيرًا عَنِ امْتِنَانِنَا لَهُمْ. فِي كُلِّ نَجَاحٍ نَرُدُّ الْجَمِيلَ لِهَذَا الْإِرْثِ الْغَالِي، وَلَا نَنْسَى أَنَّ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ هُوَ ثَمَرَةٌ لِتَضْحِيَاتِهِمْ وَأَحْلَامِهِمِ الَّتِي زَرَعُوهَا فِينَا. فَلْنُوَاصِلِ السَّيْرَ عَلَى هَذَا الطَّرِيقِ، حَامِلِينَ فِي قُلُوبِنَا شُعْلَةَ أَحْلَامِهِمْ، وَمُسْتَمِرِّينَ فِي إِضَاءَتِهَا بِكُلِّ خُطْوَةٍ نَخْطُوهَا نَحْوَ الْمُسْتَقْبَلِ.
"وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"
فِي كُلِّ مَرَّةٍ تَحْقِقُ فِيهَا هَدَفًا، تَذَكَّرْ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ مَهَّدَ لَكَ الطَّرِيقَ بِصَبْرٍ وَتَعَبٍ وَحُبٍّ لَا حُدُودَ لَهُ. فَهَلْ شَكَرْتَهُمُ الْيَوْمَ؟ وَهَلْ جَلَسْتَ لِتَسْتَمِعَ إِلَى قِصَصِهِمْ عَنِ الْأَحْلَامِ الَّتِي عَاشُوهَا بِصَمْتٍ؟ وَمَاذَا سَتَفْعَلُ لِتُضِيءَ أَعْمَارَهُمْ بِمَا يَسْتَحِقُّونَ؟
من العجيب أن الوالد لايُريد أن يكون أحد افضل منه إلا ولده أنثى كان او ذكرا،ذلك لأن السعادة التي وُلدت توأما تشمل الوالد والولد وقد اقسم الله بهما ولذلك فعليك أن تبني أحلامك بنفسك قبل أن يُوظٌِفها أحد لصالحه،مقالة كأنهما تقول:إبدأ باختراع مستقبلك ليكون لوالديك سعادة وفخر لأنك امتداد لهما ،كل الدعاء والذكر الطيب لكاتبة المقال والثناء للقائمين على إدارة هذه الصحيفة الحاضنة للعقول الواعدة٧
د.محمد منير بركات 2025-02-09
3
مقال رائع ينم عن الولاء والتقدير الذي علينا ان نكنه لأشخاص لهم الفضل بعد الله عزوجل في كل انجاز نحققه وكل نجاح نصل اليه فهم الاساس لكل ابداع وتميز نرتقي له
Fatma Siraj 2025-02-08
2
وقل لهما قولا كريما
DrB 2025-02-08
1
أضف تعليقك...