-
بقلم / حسين محمد حسن رشوان
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
جلست جلسه طويلة عريضة قوامها أكثر من عشرين رجلًا، سمعت من خلال تلك الجلسة من القيم والمثل ما يشرح الصدر ويسر الخاطر وكأنني أجلس في ديوانية أفلاطون. أحدهم يقول: (يا إخوان ترى الفلوس موكل شيء، هذه وسخ دنيا شوفوا أغنياء العالم هل أخذوا معهم شيء)، وتجده (ناصب على طوب الأرض، ومن شدة بخله يكتف النملة ويحلبها).
وآخر يمتدح صديقه وينافق له ويهز رأسه يمينًا وشمالًا ويقول: (الله يعطيك على قدر نيتك)، (يا رجل لو أعطاه على قد نيته يندعس أول ما يخرج من البيت).
وأحدهم (يتفشخر) على المتزوجين ويقول: (شوفوني أعزب مرتاح البال متفرغ للعبادة والطاعة)، (طيب يا بابا يوحنا).
وأخونا الواثق من نفسه يرفع حاجب وينزل حاجب ويحكي سير مغامرته مع أهل بيته وتحويل بيته إلى ثكنة عسكرية، وسيطرته على كل شاردة وواردة وخصوصًا على وسائل الاتصال (ماشي يا شارلوك هولمز).
والشيخ التقي ينفخ صدره ويقول: (ترى والله ما أخاف من الموت) (جميل بس لا تحلف).
ولم يبقَ في الجلسة إلا أنا الذي لم أُدْلِ بدلوي وقلت لهم: (أنا الحمد الله طوال المراحل الدراسية لم أحاول أن أمارس الغش في أي اختبار)، ومن سوء حظي كان من بين الجالسين زميل لي في الدراسة، والذي قال لي: (أما هذه فكثر منها).
والسؤال: لماذا هذا الهاجس في تلميع وتزين النفس أمام الآخر؟ ولماذا الكذب على أنفسنا وعدم مصارحة النفس؟
أضف تعليقك...