
-
بقلم / زكية رجب الناصر
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
لا تزال طقطقة قلمي على تلك الورقة البيضاء تشقّ صمت المكان، في انتظار قطرة غيث لتنهمر بعدها كلمات وعبارات متناغمة تتراقص على عزيمة البدايات،
قطرة غيث، أو دعونا نقول أول الغيث قطرة هذا المثل الذي لا يمكن أن يصف إلى تلك البدايات،
فمن منا لم يتساءل من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ من منا لم يبحث عن قطرة الغيث الأولى؟ فكرة كانت، أو رأيا طُرح عليك، أو دردشة مع نفسك، قد تكون في آية استوقفتك، أو نصيحة من إحدى والديك، في صدقة كانت، أو خبيئة بينك وبين ربك، قد تكون في عنوان كتاب، أو مقال مررت عليه، اوخربشة قلمك في زاوية دفترك، لا نعلم من سيطرق مسامعنا أو أبصارنا أو قلوبنا كقطرة غيث أولى.
فلنتمسك بقطرة البدايات ففوقها سحابة محملة بالخير وستمطر بإذن الله وتروي أرض إنجازاتنا،
فكل المحطات التي مررنا بها في حياتنا لها بداية، قطرة غيث أولى تمسكنا بها وعشنا جميع مراحلها وتفاصيلها،
فأول الغيث قطرة تنساب على ذلك القلب الذي عبثت به منغصات الحياة، وشهوات النفس، قد تكون هذه القطرة سجدة تدعو فيها الله باكيا أن يردك إليه ردا جميلا، أو أن تقوم ليلا قد يكون عطشا أو أرقا، ليناديك ربك وتسجد بين يديه في الثلث الأخير من الليل تدعوه فيها بتوبة نصوحة، فأول الغيث تلك القطرة التي تنزل بردا وسلاما على ذلك القلب الذي أرهقته المعاصي.
أول الغيث قطرة تلك الكلمات التي تنساب من حبر قلمك، بداية فضفضة بكلمات متقطعة يتوجه بعدها ذلك القلم إلى منعرجات الإنجاز، فإما خاطرة ويتبخر مع ذلك الحبر ألمها وحزنها، أو أفكارا تتنظم وتترتب عندما تُدون على ذلك الورق، أو رأيا يُؤيد أو يُلغى عندما تدخل عليه بعض الحلول المقترحة أو بعض المشاكل المنتظرة، أو هدفا تُرسم مراحله بطريقة دقيقة ومفصلة، أو مقالا تبلّغ به أن أول الغيث قطرة.
صعودك على مسرح التتويج يوم تخرجك الذي كان يوما ما مجرد مخططا لكيفية الدراسة وماهية التخصص، بيتك الذي تتحسس جدرانه كان بالأمس مجرد صور على ورق، عائلتك التي أصبحت تحت مسؤوليتك وذلك الترابط الأسري الذي كان يوما ما قطرة غيث ارتضيت دينها أو ارتضيت دينه.
وتتوالى القطرات واحدة تلو الأخرى حتى تتساقط زخات زخات، فكل نجاح أو إنجاز في حياتنا يبدأ بقطرة ندثّرها بعزيمتنا ونزمّلها باصرارنا للمضي قدما، لتتوالى الخطوات والأفكار لنصل إلى أعلى مراتب الإنجاز والاكتفاء، وقد قال "هنري ديفيد" {خطوة واحدة لن تعبد طريقا على الأرض، كما أن فكرة واحدة لن تغير شيئا في العقل، تتابع الخطوات ستعبد الطريق، كما أن الكثير من التفكير سيصنع المستحيل الذي سيغير حياتنا}.
فقطرة الغيث الأولى هي ذلك الباب الذي فُتح على مصراعيه أمام طريق طويل في آخره كم من التجارب وفرحة الوصول.
شكرا لكلماتك صحيح هناك دائما قطرة غيث
لانعلم مصدرها هي تنقلنا لبر آخر لتجربة جديدة لنجاح أو لتفوق .
بالتوفيق دائما الغالية زكية
عالية نوح 2024-05-20
3
كلمات رائعة من شخصية رائعة…وكأنك تتحدثين بلسان حالنا، سددك الله وبارك في قلمك ❤
حصة 2024-05-19
2
ماشاءالله تبارك الله
مقال جميل جداً يلامس القلب👏🏻👏🏻🌹❤
رشا الظاهري 2024-05-19
1
أضف تعليقك...