-
بقلم / عمار بن بدر بن عبدالجليل
-
جميع مقالات الكاتب
-
وصفي
بعد 6 أشهر من انتقالي للعمل في الرياض، أكثر سؤال يصلني ويرتد نحوي تارة وأخرى من الزملاء والأصدقاء، كيف وجدت الحياة في الرياض؟! فراودتني نفسي أن تكون الإجابة نوعية، وبعيدة عن السطحية، وفيها لمسة تفصيلية تحقق شيئًا من الشمولية، ليحق القول في كلمة أنا قائلها، دعنا نتفق أولًا أن الرياض اليوم هي وجهة الحالمين، وبيئة ملهمة لمن يريد أن يستشرف لمستقبله ويزدهر بحاضره ويرقى بذاته.
الهجرة الإيجابية:
شهدت الرياض في السنوات الأخيرة هجرة سكانية غير مسبوقة في سبيل التنمية، واحتضنت العقول ولمّت الكفاءات من حول المملكة والعالم أجمع، وفيها حِراك استثنائي في مختلف الجوانب، فالرياض أصبحت أيقونة للنجاح والفرص والوظائف والأعمال، ووجهة مثالية وبيئة ممكِّنة لعرض الخدمات والمنتجات وتنفيذ الأفكار الإبداعية، وهي ترجمة ميدانية للقرارات الريادية، وانعكاس حقيقي للخطوات الاستباقية من قيادة المملكة.
بم تتميز:
مخطئ من يظن أن الرياض مكان للعمل والتكسب فقط! فهذا المكان يثير الآمال والأحلام، ويمكِّن ويخلق الفرص ويوفر الإمكانيات، ويعتبر واحة غناء لتعزيز الطموح، ومقصدًا مثاليًا لتجديد نغمة الإبداع وروح التطوير للأفراد والكيانات، فاللغة السائدة هنا المنافسة والإبداع والابتكار بحثًا عن التفرد والتميز والمثالية.
فتأثير الرؤية والقيادة الطموحة وحراكها التنموي يرى بالعين المجردة في سلوك المجتمع وفي الأعمال والمشاريع، لستُ مخولًا للحديث عن الفرص والأعمال والوظائف ففيها شاهد ومشهود، ولكن اتجاه بوصلة العالم نحو الرياض يوحي للقارئ والعابر بحقيقة المشهد من الداخل، ويُظهر مدى التمكين وخصوبة المكان ووفرة الفرص، فدليلك عيناك الشاهدة لتتثبَّت وتصدِّق، ناهيك عن التنظيم الدوري للفعاليات والمؤتمرات واللقاءات المحلية والعالمية، التي شكّلت نقاط جذب قوية وساهمت في استقطاب العقول بشكل فعّال وملفت.
خدماتها:
الرياض عبارة عن مجموعة واسعة من الخدمات التي تلبي احتياجات السكان والزوار بشكل شامل، وتتوفر فيها كمية هائلة من الخدمات الدقيقة والشاملة، وتطبيقات رقمية تسهل عليك حياتك وتنقلاتك ومتطلباتك اليومية بشكل لا يمكن أن تتصوره، أستطيع الجزم أن لكل مشكلة تطبيقًا ومنصة وحلًا رقميًا في الرياض، فهي مدينة حديثة ومتقدمة بكل المقاييس كونها تلبي احتياجات سكانها بفاعلية، وأصبحت النجمة المضيئة في سماء الشرق الأوسط ومحورًا هامًا لبناء امبراطوريات المال والأعمال والاستثمارات.
توصية:
بعد تجربة قصيرة أوجه من يريد الاستزادة من الخير "اذهب للرياض وستفلح ولا تقل إني فاعل ذلك غدًا"، فالسلبيات لطيفة مقارنة بالمكتسبات المجزية التي ستحققها، فهي تسكِّن كل وجع، وفيها من الجمال الخفي ما يجعل كل شيء محبب، في زحامها بركة مبطنة، وعلى امتداد مسافاتها الطويلة رزق وفير.
جرب أن تعدّ العدة وانطلق إليها في رحلة تجربة، وسترى كيف أن صدرك سينشرح ويجْنحُ نحوها، زيارة ستعيد فيها تشكيل ذاتك ومهاراتك، وإن لبثت فيها حتمًا سترفع راية إبداعك، والشواهد والتجارب عليها كثيرة، فهي تُرى وتُروى وتُسمع في مختلف المنصات، وتأخر قدومك يعني أن الشاغر سيذهب لغيرك، شخصيًا فخور بكوني هنا شاهدًا على هذه المرحلة الاستثنائية، فاليوم تشهد النجاحات وغدًا سنروي فصولها للأجيال.
أضف تعليقك...