-
بقلم / حسين محمد حسن رشوان
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
نعم الله سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى، ولكن من أجمل النعم التي يعطيها الله للعبد هي نعمة الكرم، فهي من أجمل الصفات التي يتحلى بها الإنسان، وكيف لا؟ والكريم تختفي عيوبه.
وقد وضح القرآن الكريم والسنة النبوية فضل الكرم والأجر الذي يناله الكريم من الله سبحانه وتعالى، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من هو الكريم الحقيقي؟
وباعتقادي ورأيي المتواضع أن الكرم ثلاثة أنواع لا رابع لها، أولها وأجملها: الكرم مع الله، وأن يكون هذا الجود والكرم خالص لوجه الله لا نُريد من المخلوق جزاءً ولا شُكورًا.
والنوع الثاني من الكرم: هو الكرم مع النفس، في برها وتدليلها وإكرامها وإعطاءها حقوقها، وتلبية احتياجاتها من غير إسراف ولا تبذير.
والنوع الثالث من الكرم: وما أقصده من مقالي هذا، والحقيقة لا أعلم بماذا أوصفه أو أسميه (فشخرة) (هياط) (مباهاه)، ويكمن هذا النوع من الكرم في الولائم، والعزائم، وإقامة الحفلات والمناسبات، وغالبية أصحاب هذا النوع من الكرم هدفهم أن ينالو الإعجاب والمديح والإطراء من الأخرين، والغريب أن أنصار هذا النوع من الكرم دائمًا ما يستشهدون برمز وعراب الكرم حاتم الطائي.
والسؤال الفلسفي والصعب ماهي نوعية ضيوف حاتم الطائي؟ وماهي نوعية ضيوف زماننا هذا (زمان النعم)؟
الإجابة ببساطة وبدون فلسفة، أن غالبية ضيوف حاتم الطائي من الملهوفين والمحرومين وعابري السبيل، ولكن ضيوف هذا الزمان (مكممين) (وأصحاب كروش) (وعاملين دايت)، والحقيقة أنا لست ضد هذا النوع من الكرم؛ لأنه يحقق الترابط وصلة الرحم والمجاملة بين الناس، ولكن يجب إعادة النظر في المبالغة فيه.
وأخيرًا، اللهم اجعل أعمالنا وأموالنا وأنفسنا خالصة لوجهك الكريم.
أضف تعليقك...