• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأحد 2023-08-06

الكَتَاتِيبُ أصَالةُ التّعليمِ

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 384
  • التعليقات 0
  • Twitter
الكَتَاتِيبُ أصَالةُ التّعليمِ
  1. icon

    بقلم / د. سليمان بن أحمد قندو

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    تاريخي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنّا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وإنَّ شر الأمور محدثاتها، وإنّ كل مُحْدَثةٍ بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار.
والصّلاة والسَّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين. أما بعد:

فلقد كان التّعليم يمارس على نطاق ضيق جداً قبل العهد السّعودي وتوحيد المملكة العربية السعوديّة-حرسها الله-؛ كما أنَّ التّعليم يعدُّ معدوماً أو شبه معدومٍ لدى قطاعٍ كبيرٍ من السُّكان في البوادي، وقليلاً بين فئاتِ الحاضرة؛ فصعوبة الحياة وشظف المعيشة، وغياب الابن الذي يعدّ نصير الأب وعضيده فترة تعليمه وتعلّمه يعدّ أمراً في غاية الصُّعوبة؛ لاعتماد أرباب الأسر على أبنائهم في تحمّل ظروف الحياة ومعيشتها. كان ذلك في الفترة التّي سبقت ْعهد المؤسّس المغفور له -بإذن ا لله- الملك عبد العزيز مع عدم وجود من يتولَّى التّعليم بالرّعاية الماليّة الكافية، والعِنَايةِ التّامة بِشِؤونِ التّربية والتّعليم والمتعلمين ومتطلباتهم،  مما حدا  بالغَالبيّة العُظْمَى من السّكان الوقوف أمام العِلم والمعرفة فآثروا بأنْ يبقى أولادهم من دون تعليم لمساعدتهم في شؤون الحياة ومتطلباتها من القيام بالرّعي والفِلاحة والتّجارة والحياكة والنجارة واكتساب صنوف الحِرَفِ والمِهَنِ السّائدة آنذاك، ونحوها، ومع ذلك فقد كانتْ هناكَ كتاتيب قليلة جداً لتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة، مع التّركيز بصفة خاصة على قراءة القرآن الكريم وحفظه واستظهاره .

فالكتاتيب جمع "كُـتَّاب" بضم الكافِ وتشديد التّاء نسبة إلى الكتابة، وهو "مكان صغير لتعليم الصّبيان القراءة والكتابة وتحفيظهم القرآن" ومثله في المعنى "المَكـتِب" بفتح الميم وكسر التّاء "والمُكتِب" بضم الميم وكسر التّاء هو الذي يعلم الكتابة.

وقال صاحب تهذيب اللغة: "الكُتَّاب: اسم المكتب الذي يُعَلَّم فيه الصّبيان"، وقـال المـبرد: "المَكْتَبُ: موضع التّعليم، والمُكْتِب: المعلم، والكُتَّاب: الصّبْيَان".

وتعد الكتاتيب من أقدمِ المعاهد التّعليمية وجوداً في عصر الجاهلية وصدْر الإسلام، ومما يؤكد ذلك ما ذُكر عن ورقة بن نوفل ابن عمِّ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها –: "كان يكتب بالعبرانية، فكان يكتب من الإنجيل ما شاء الله له أن يكتب" والذي يبدو والعلم عند الله أنه تعلّم في صغره الكتابة في الكتاتيب.

لقد ظهرت الكتاتيب كمؤسسة تعليمية، بهدف تعليم الوِلْدان والغِلمان الصّغار وتربيتهم التّربية الإسلاميّة الجيدة، ويُذْكر أنَّ أوَّل مَنْ جمَّعَ الأولاد في الكُتَّابِ في الإسلام هو الخليفة الرّاشد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وأمَر عامر بن عبدالله الخزاعيّ أن يُلازِمَهُم في التّعليم، وجعلَ رِزْقه من بيت المال، وَوَقّت الدّراسة من بعد صلاة الصّبح إلى الضّحى، ومن صلاة الظّهر إلى صلاة العصر.

وعُرِفَ عن الأوسِ والخَزْرَجِ بأنّ فيهم من اشتهر بالقِراءةِ والكِتابةِ. فقد ذكر ابن عبد البر-رحمه الله-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرَ عبدالله بن سعيد بن العاص أن يُعلِّم النّاس الكتابة بالمدينة وكان كاتباً محسناً، وروي عن عبادة بن الصّامت –رضي الله عنه- أنه قال: "عــلمت ناساً من أهل الصّـفة الكتابة والــقرآن".

والذي يظْهرُ أن الكتابة والقراءة كانتا منتشرتين في مكة المكرمة والمدينة النّبوية، وقد اهتم المسلمون تعليم أبنائهم القراءة والكتابة منذ الجاهلية وصدر الإسلام، ففي غزوة بدر الكبرى لما أَسر المسلمون جماعة من قريش وكانوا أكثر من سبعين رجلاً أراد هؤلاء فداء أنفسهم بالمال فقبلت الفدية من الأميين، وجعلت فدية الكَتَبَةِ منهم تعليم عشرة من صبيان المسلمين في المدينة، كل ذلك من أجل نشر العلم بين المسلمين.

وعندما شَعَر المهتمون بمجال التّعليم الحاجة الماسة إلى التّوسع في نشر الدّين وتزويد أبناء المسلمين بالثقافة والمعرفة سعوا إلى إنشاء معهد تربويّ تعليمي يُعْنى بتعليم الصّبيان مبادئ العلوم والمعارف الأساسية كالقراءة والكتابة وحفظ قصار سور القرآن، فانبرى لتأييد الفكرة وتنفيذها رجال مخلصون من العلماء والحكام، فجندوا أنفسهم وبذلوا أموالهم في سبيل نشر العلم واستقطاب العلماء، إيماناً منهم بقـول لله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير).سورة المجادلة الآية (11)

وتشيرُ المصادر إلى أن أولياء أمور الطّلاب كانوا يَدفعون أجوراً رَمْزيَّة في أغلبِ الأحيان، أما العلماء فقد كانوا يبذلون ما في وسعهم لتعليم الآخرين في المساجد والجوامع عادة دون مقابل مادي.

وعلى الرّغم من غلبة الجهل وانتشاره بين عامة النّاس؛ نظراً لقلة الوسائط التعليميّة وقلة المتعلمين آنذاك ، فإن ّ ثمَّة مؤشراتٍ ودلائلَ تشيرُ إلى وجودِ أنواع ٍمحدودة من التّعليم في الكتاتيب خاصة لدى الحواضر في المدن، ومسار تعليمهم في تلك الكتاتيب متقصرٌ على "التّعليم الدّيني" في حفظ القرآن الكريم أو سوراً منه، وبعضاً من الأحاديث النّبويّة والمسائل الفقهيّة، ومبادئ القراءة والكتابة والحِساب وإجادةِ  مَشْقِ الخطِّ العَربيّ ومسْك الدّفاتر "تعليم الحساب"، وذلك لاشتغال أولياء أمور الطلبة بالتّجارة ورغبتهم في تعليم أبنائهم هذه الفنون كي يعملوا بعد ذلك في أعمالِ التّجارة والصّرافة التّي تتطلب مهارةً عالية وإتقانٍ جيّد في العمليات الحسابيّة وجودة الخط، وغالبية الطلبة الملتحقين بهذا النّوع من الكتاتيب هم من أبناء حضرموت المقيمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، وذلك في أواسط القرن الماضي وما بعده.{عبداللطيف بن دهيش، الكتاتيب في الحرمين الشريفين وما حولهما ص 29-30}

ولقد نشط التّعليم في مختلف مناطق الجزيرة العربية وفي المدينة النّبوية على وجه الخصوص حيث شهدت الكتاتيب العناية والرعاية من قِبل القائمين عليها، والمهتمين بتربية الأطفال وتنشئتهم التّنشئة الصّالحة.

يقـول ابن قتيبة -رحمه الله-: "ومن المعلمين علقمة بن أبي علقمة مولى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - كان يروي عنه مالك بن أنس – رحمه الله – وكان له مكتب يعلّم فيه العربية والنّحو والعروض، ومات في خلافة أبي جعفر المنصور".

وهذا يعني أن الكتاتيب بالمدينة النّبوية في العصر العباسي قد انتظم أمرها والتّحق التّلاميذ بها بصورة مرتبة، وذلك لعناية النّاس بتعليم أولادهم، واهتمام العلماء والمؤدِّبين بالتّربية والتّعليم، وما تتطلبه الحياة من وجود المتعلمين آنذاك.

لقد كان التّعليم في الكتاتيب يسير على الطريقة المعهودة في التّعامل مع المتعلمين، ونبذ الفرقة والعنصرية لا فرق بين غنيهم وفقيرهم، وأسودهم وأبيضهم، كلهم سواسية ينهلون من منهل واحد، ويتعلمون تحت سقف واحد، في جو مفعم بالإخاء والمودة والوئام وهذا ما تميَّز به التّعليم في الكتاتيب عن غيره من الوسائط التّعليمية الأخرى.

وبعد استقصاء للمصنفات التّي اهتمت بدراسة الوسائط التّعليمية عند المسلمين قديماً تبين للباحث أن الكتاتيب كانت تنقسم إلى قسمين:

أحدها: خاص بتعليم القراءة والكتابة، وهذا النّوع كان موجودا من قبل انتشار الإسلام.

أما النّوع الآخر من الكتاتيب فقد اختص بتعليم القرآن الكريم ومبادئ الدّين الإسلامي وبعض علوم اللغة والأدب.

ومما تجدر الإشارة إليه أن الإدارة المُحْكمة كانت موجودة في الكتاتيب من خلال الدّقة في التّنظيم وحسن التّنسيق حيث كان المعلمون يتولون ذلك في أثناء تعليمهم للصبيان، فبِجانب تلك الكتاتيب التّي اتخذت في المساجد أو الصّقت بها هناك كتاتيب أخرى أنشئت في مباني مستقلة تعنى بتعليم الأيتام، أو أطفال أبناء المسلمين الفقراء الذين لم يكن في وِسْع ذويهم إرسالهم إلى الكتاتيب الخاصة لتعليمهم بأجر أو إحضار معلمين ومؤدبين يعلمونهم في بيوتهم، فقد أولى المهتمون بالتّعليم العناية بإنشاء هذا النّوع من الكتاتيب، وأوقفوا الأوقاف الكثيرة للصَّرف عليها؛ رغبة فيما عند الله من الأجر والثواب، وحرصاً على نشر العلم، وقد أطلق على هذا النّوع من الكتاتيب: "مكاتب الأيتام" أو "مكاتب السَّبيل" {محمد عبدالله الزركشي، إعلام الساجد بأحكام المساجد، (ص327) }

ولم تكن الكتاتيب في الغالب دورًا متعددة الغرف والفصول كما هو الحال اليوم في دور الحضانة ورياض الأطفال، وإنما كانت غرفة واسعة أو غرفتان متوسطتان على الأكثر متواضعة الفرش والأثاث تتسع لعدد من الأطفال يشرف عليها المعلم أو النّقيب.

والذي يبدو أنه لم تكن هناك سن محددة يبدأ عندها الطفل في تلقي العلم، وإنما كان الأمر متروكاً لتقدير آباء الصّبيان، فإذا وجدوا أن الطفل بدأ في التّمييز والإدراك ذهبوا به إلى الكتَّاب وكان ((للقوم في التّعليم سيرة بديعة وهي أن الصّغير منهم إذا عقل بعثوه إلى المكتب فيتعلم الخط والحساب والعربية، فإذا حذقه كله أو حذق منه ما قدِّر له، خرج إلى المقرئ فلقّنه كتاب الله فحفظ منه كل يوم ربع حزب أو نصفه أو حزباً)). {محمد عطية الأبراشي، التّربية الإسلامية وفلاسفتها، (ص73)}.

ومما يدل على أن الكتاتيب كانت وسائط أصالة للتعليم وبيان جودته ما أشار إليه القابسي- رحمه الله – بقوله: "وينبغي للمعلم أن يأمرهم بالصّلاة إذا كانوا بني سبع سنين، ويضربهم إذا كانوا بني عشر"، وكذلك قال الإمام مالك -رحمه الله- وفي نص الحديث المروي عن النّبي "مروا أولادكم بالصّلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".

ويستنتج من أمر الأولاد بالصّلاة إذا كانوا بني سبع سنين أن سن التّعليم يبدأ منذ ذلك الوقت. وكان الصّبي في الغالب يرسل إلى الكتَّاب أو يجلس إلى مؤدِّب يؤدِّبه فيما بين الخامسة والسابعة من عمره.{أحمد فؤاد الأهواني، التّربية في الإسلام (ص59)}.

ويبدو أنه لم تكن هناك مدة محدودة للفترة التّي يقضيها الطفل في الكتَّاب وإنما يرجع ذلك إلى مدى استيعابه وقابليته للتعلم، غير أن هناك إشارات ترمز إلى تحديد مدة الدّراسة في الكتَّاب، فهي تتراوح ما بين السن الثانية عشرة والرابعة عشرة كحد أقصى، فالصّبي إذا استمر بالمكتب حتى سن البلوغ دون أن يحفظ القرآن فإنه يُصْرف ليحل محله أحد الصّبية الآخرين. يقول الإمام القابسي –رحمه الله-: "وينـبغي للمعلم أن يحـترس بعضـهم من بعض إذا كان فيهم من يخشى فساده، بمناهزته الاحتلام".

وهذا يدل على أن غالبية الصّبيان لم يكونوا ليمكثوا في الكتَّاب حتى سن الاحتلام، وسبب ذلك أن التّعليم فيه يقتصر على تلاوة القرآن وحفظه، فإذا بدأ الصّبي تعلمه في السادسة مثلاً فإنه يحتاج إلى أربع أو خمس سنوات ليتم حفظ القرآن، وهو المعروف بالختمة أو الحذقة عند المغاربة والأندلسيين.

وهناك الكثير من أبناء المسلمين قد ختموا القرآن في العاشرة من أعمارهم كابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما، وكذا الإمام الشافعي -رحمه الله- وغيرهم، ولا يؤخذ النّابغون مقياساً في الحكم على العامة وأوساط الأطفال ذكاءً، فإذا قُدر أنَّ النّابغة النّبيه يحفظ القرآن في العاشرة من عمره، فإن المتوسط في النّبْغِ والنّباهة يستطيع أن يحفظه في الثانية عشرة، أما المتأخرون فإنهم يحتاجون إلى زمن أطول، وهذا هو السبب في تأخر بعض الصّبيان في الكتاتيب إلى سن الاحتلام.

ولم يكن حفظ القرآن جميعه واجباً على كل الصّبيان، بل جرى العرف أن من أحب استظهار كتاب الله كله بقي مع المعلم أو المؤدب حتى يحفظه ويستظهره، ومن أحب أن يترك الكتَّاب قبل استكمال جميع القرآن فله ذلك. يقول القابسيّ – رحمه الله -: "وأما الصّبي علم حتى تدانى من الختمة فأراد الخروج من عند المعلم إلى معلم آخر أو إلى صنعة أو إلى ما أحب الانتقال إليه".

ومن هنا يمكن القول إنَّ الصّبي يبقى في الكتَّاب حتى السن الثانية عشرة أو ما دون ذلك، إذا اعتبرنا أن سِنّ الالتّحاق بالكتَّاب هي السادسة، وسن الخروج هي الحادية عشرة فإن هذه المرحلة من التّعليم كانت تشغل خمس سنوات، وهو ما يقابلها المرحلة الابتدائية في العصر الحاضر.

وأما عن مواعيد الدّراسة في الكتاتيب فكانت أيام الأسبوع وِحدة متكاملة للتّعليم، حيث تبدأ الدّراسة بشروق الشمس من يوم السبت ويَنتهي عصر يوم الخميس، وكان يوم الجمعة هو الراحة الأسبوعية لصبيان الكتَّاب، يقول الإمام القابسي -رحمه الله-  "أما تخلية الصّبيان يوميّ الخميس والجمعة، فهذا يجري علـى حسب عرف النّاس أو (المؤدب)، وإن كان قد عُرف من شأن المعلمين، فهو كما عرف من شأنهم في يوم الجمعة"، وهو ما ذهب إليه ابن الحاج –رحمه الله- بقوله: "وانصراف الصّبيان وراحتهم في الأسبوع أمر لا بأس به، بل ذلك مستحبٌ، فإذا استراحوا يومين في الجمعة نشطوا لباقيها، هذا إلى جانب أن المعلم ينبغي له أن يصرف الصّبيان لغذائهم، ويترك لهم مع ذلك وقتاً يستريحون فيه في بيوتهم". {حسن إبراهيم عبدا لعال، فن التّعليم عند بدر الدّين بن جماعة، (ص76)}

وقد عُرِفَتِ الرّاحة في عيدي الفطر والأضحى، وفي يـومِ "الختمة"، وكان الصّبي يحصل على إجازة يوم واحد حين يختم القرآن الكريم، وعلى هذا جرى العرف في ذلك العصر، يقول القابسيِّ -رحمه الله– "وإنما الإذن في الختم اليوم ونحوه". {علي بن محمد القابسي، الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين، (2/61)}

ولعل الأمر في تقرير أوقات الراحة عند المربين المسلمين لئلا يلجأ الصّبي إلى التّخلص من التّعليم بالهرب أو استخدام الحِيَل؛ نتيجة الإنهاك الجسميّ والعقليّ بسبب التّعليم المستمر والتّحصيل الدّائم، وقد بين علماء المسلمين أن إرغام الصّبيّ على التّعلم بصفة مستمرة سبب لموت قلبه وإبطال ذكائه وتنغيص عيشه مما يجعله يطلب الحيلة للخلاص منه.

ولحفظ النّظام في الكتاتيب فإنّ المربين يرون بعدم السماح للمؤدِّب الغياب عن المكتب البتة مادام الصّبيان فيه، لأنهم لا يميزون، فلا بد لهم من راعٍ يرْعَاهم بنظره، ويَسُوسُهم بِعَقْله ويُؤدِّبهم بكلامِه.

وعليه فإن الكتاتيب والحلق القرآنية تعد من أقدم الوسائط التي تدل على أصالة التّعليم وأَسَاسُه في بناء الجانب العلمي لدى الطلاب على وجه العموم.

 

أضف تعليقك...

 
  • 5797 زيارات اليوم

  • 47905114 إجمالي المشاهدات

  • 3002989 إجمالي الزوار