-
بقلم / د. مشعل بن ياسين المحلاوي
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22- 23] متفقٌ عَلَيهِ.
بدءاً من بر الوالدين وترابط الاخوة وصولاً بجمع الأقارب والأرحام، وتكمن أهمية هذا الأمر في تحقيق التكافل والتعاون ونشر المحبة والإيجابية، فلا يُوجد أجمل من زيارة الأقارب والاطمئنان عليهم، ففي ذلك جبر للخواطر لنيل الأجر والثواب، وصلة الرحم بمثابة الحَبل الوثيق الذي يربط بين لآلئ عقدٍ واحد، فالإحسان إلى ذوي القربى فعل محمود واجب، يُمتّن الصلة بين الأهل ويجمعُ فُرقتهم، ويُقرّب بعيدهم، حتى إذا اجتمعوا كانَ الوِدُّ والعطف، وإذا تآلفوا على مأكلٍ واحد تمايلتْ الأُلفةُ بينهم، كما أنها دلالة على مروء الفرد وأخلاقه الحميدة وشيمه الرفيعة.
وصلة الأرحام كصلة أعضاء البدن الواحد بعضها ببعض، فبهذه الصلة تتحقق سلامة البدن وقوته، كما أنه باختلالها أو فقدانها يصير البدن ضعيفًا عاجزًا، ثم لا يلبث أن يكون جثة هامدة، وقد جاء التحذير من تقطيع الأرحام، وعقوق الوالدين في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية المطهرة، وذلك لما في العقوق من فقدان المودة والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة، بل أفراد المجتمع كله، وإن عقوق الوالدين والأقربين، الذين هم أولى بالمعروف، يسد منافذ الخير، ويفتح منافذ الشر ويجلب العداوة والشقاق بين أفراد الأسرة، بل وبين أبناء المجتمع كله، فلا يكون ثمة تواصل أو تعاطف وتراحم يجمع بينهم، وإنما يكون التقاطع والتدابر والتزاحم، وما أكثر المفاسد والمضار التي تترتب تعطيل هذا الحق، والتخلي عن هذا الخلق الكريم من غياب آثار الرحمة، والبر، والمواساة، والتعاون المجتمعي، وإذا سيطر العقوق والجحود على المجتمع شاعت فيه مظاهر القسوة، والعداوة، والبغضاء وصارت كالمرض الخبيث ينتقل من فرد لفرد، ومن جيل لجيل.
تمسكوا بأحبتكم جيداً، وعبروا لهم عن حبكم، واغفروا زلاتهم فقد ترحلون أو يرحلون يوماً وفي القلب لهم حديث وشوق، وعلموا أطفالكم صلة الأرحام واحترام الكبار والعطف على الصغار، فصلة الرحم من الأمور الواجبة على الإنسان وهي من العبادات الجليلة، ففيها امتثال لأمر الله عز وجل، وطاعة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم واقتداءً به، فصلة الرحم سبب لرضوان الله عز وجل، واحد أسباب دخول الجنة، وتدل على الإيمان بالله واليوم الأخر، وبها بسط في الرزق وطول العمر وتوفيق في الحياة وبركة في المال.
صلة الرحم أول دليل على إهتمام الإنسان
وأول دليل على صدقه وعلى وفائه
لذلك لا يستغرب ذلك منكم ماشاء الله
زادكم المولى من فضله
وشكر لكم توجيهكم الشامل والمفصل
رضي الله عنكم وأرضاكم
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
خديجة محمد فاضل 2023-09-20 33
اكثر من رائع، طريقة سرد جميلة👍🏻
روعة الجهني 2023-09-08 32
أخي الحبيب أبو وسام د.مشعل
لا ريب أن الطريق لرضوان الله لا يحتاج سوى الصدق مع الله والإعتقاد القوي واليقين بالخير الذي يعود على المؤمن حينما يتبع جميع ما أمر الله ويجتنب ما نهى عنه،
مع ضرورة السعي لرضوانه بكل ما يستطيع،
بِغض النظر عن رأي الناس في الشخص أكان ( إنتقاص
أو كبرياء أو عزة )
لأن الغاية إرضاء الله تبارك وتعالى
ومن هنا توضع اللّبنات التي تضع الشخص في أعلى الدرجات وأسماها.
وسام بن أحمد علمي 2023-07-25 31
بارك الله فيك اخي العزيز الدكتور مشعل محلاوي مقال مفيد ورائع ونحن احوج اليه في هذا الزمن الذي قل فيه تواصل الأرحام فصله الرحم من أجل القربات عند الله وأفضل الطاعات و سبب لزيادة العمر وبسط الرزق: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
اعانكم الله وسدد خطاكم اخي د مشعل ونفع بكم العباد والبلاد وتحياتي القلبية لكم
حسين بن حمزه بن علي الأفندي 2023-07-25 30
اجمل مافي الموضوع أنه يفصح عن قلب سليم انطوت عليه نفس الكاتب الكريم ،،
وكل إناء بما فيه ينضح،
حفظكم الله وبارك فيكم.
صديق صالح فارسي 2023-07-25 29
مقالة تدعو إلى التماسك المجتمعي والترابط الأسري والعائلي والتلاحم الوطني.
وفقكم الله
د. هدى عبد العزيز خلف 2023-07-25 28
وفقك الله أخي العزيز
مقال جميل ونحن بحاجة ماسة لتطبيقه في حياتنا
يوسف منصور المحيميد 2023-07-25 27
مقال رائع يحاكي الواقع شكرا لقلمك المميز
امجاد نهار 2023-07-25 26
ماشاءالله تبارك الرحمن . كلمات تلامس القلب قبل العين .تفوح منها رائحة زكية رائحة البر والإحسان الى ذوي القرابات ممثلة في صلة الرحم . وشهادة لله عزوجل عرفناك وخبرناك وصولا تسعى الى لم الشمل ورأب الصدع . كيف لا ؟!!! وقد ورثت هذا من جدك لأبيك محمد ياسين المحلاوي رحمه الله تعالى وغفر له واسكنه فسيح جناته .
محمود علي عثمان الخالدي 2023-07-24 25
كلام جميل ويُدّرس وفيه تذكير لصلة الرحم
ان الذكرى تنفع المؤمنين
محمود ابو شرقيه 2023-07-24 24
جدًا رائع، وفقكم الله أخي الحبيب، تطرقون بكلماتك معاني رائعة، ما أحوجنا إليها.
د، محمد عزت مصطفى 2023-07-24 23
ماشاء الله تبارك الرحمن
مقال رائع، مبدع دكتورنا مشعل كما عودتنا دائماً، اتمنى لك دوام التألق والتوفيق
هتاف طرابيشي 2023-07-24 22
رائع بالفعل فقدنا روح التواصل
Abeer Myhoob 2023-07-24 21
جزاك الله خيرا دكتور مشعل مقال نحتاجه كلنا واتى في وقته خاصة مع توفر كل اجهزة التواصل والاجهزة التي للاسف ابعدتنا جميعا عن اهداف مقالك المتميز
د.خالد الدوسري ابوعبدالله 2023-07-24 20
موضوع جميل من رجل جميل
هذا هو الهدي النبوي الشريف
شكرا على هذا المقال التوعوي
سعيد أحمد الغامدي 2023-07-24 19
قلم رائع دكتور
وفعلا يجب العمل على تطوير وتقويه العلاقات في الاسره والعائله خصوصا مع وجود مغريات مثل السوشل ميديا
خليل محمد 2023-07-24 18
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ما أجمل كلام الله تعالى وتفسير سيدنا محمد صل الله عليه وسلم للآية الكريمة ففيها تحديد المشكلة وتحليلها وعلاجها فلا يعلو هذا الجمال كلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22- 23] متفقٌ عَلَيهِ.
بروفيسور حامد محمد متولي 2023-07-24 17
مقال رائع دكتور وفقك الله دائما ونفع بك في انتظار المزيد باذن الله
الاخصائية نسمة عامر 2023-07-24 16
ما شاء الله تبارك الله
مقال وافي شافي لكل قاطع رحم فأسأل الله أن ينفع به دام قلمك أخي مشعل
فؤاد بن ناجي المخلافي 2023-07-24 15
ماشاء الله لاقوة إلاّ بالله
مقالة مفيدة نحتاجها في وقتنا الحاضر
إنشغال الناس عن بعضهم بعض و الاكتفاء
بوسائل التواصل و قلة الزيارات والاجتماعات
الأُسرية وندرتها وصلة الرحم بلاشك أمر عظيم
بورك قلمك د. مشعل ونفع الله بعلمك
د. فهد البلادي 2023-07-24 14
أضف تعليقك...