• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2023-04-13

اسمع مني... ولا تسمع عني

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 411
  • التعليقات 0
  • Twitter
اسمع مني... ولا تسمع عني
  1. icon

    بقلم / زينب بنت محمد أنطاكي

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    اجتماعي

نسعى في مجتمعاتنا للترابط والتلاحم، ويجمعنا كثير من العلاقات الإنسانية على مختلف توجهاتها، ويسود تلك العلاقات المودة والمحبة، والإخاء، والتراحم، وفي مجمل تلك العلاقات الكثير من الترابط الروحي، والنفسي، والاجتماعي.

كما أن السعي للتفرقة والإيقاع بالآخرين أمر وارد في كثير من الأشخاص ضد بعضهم البعض في المجتمع، فنقل الكلام أحد أبرز الأمور التي تؤدي إلى التفرقة والقطيعة، والكره، والبغض بين الناس، فهناك شخص يود أن يحصل على منصب أعلى فينقل عبارات تدمر زميله في العمل إلى الإدارة العليا فيحصل هذا على المنصب ويذهب الآخر إلى مصير مجهول، وقد يخسر وظيفته ومكانته الاجتماعية.

وشخص آخر يود أن يحظى بصديق قد يكون مقرب إلى شخص آخر فينقل بينهم حديثًا قد قيل بموقف دون قصد، فينقل ذلك بغية التفرقة فيخسر الأصدقاء بعضهم والسبب "نقل الكلام"، وقد تتفكك الأسر أيضًا من جراء نقل الحديث.

وقد يكون "نقل الكلام" داء في ذات الإنسان لا يستطيع أن يتعافى منه، أو قد يكون بحسن نية وينتهي الأمر إلى الخصومة والتفرقة، وأيًا كانت الأسباب فنقل الكلام أمرٌ منهي عنه، ويؤدي إلى التفكك والتنافر.

عوامل عديدة وأسباب كثيرة لنقل الكلام بين الآخرين، وكل شخص له أسبابه في مكنون نفسه، ولكن أين نحن من حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم: (أَتَدْرُونَ ما العِضَةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال: نَقْلُ الحَدِيثِ من بَعْضِ الناسِ إلى بَعْضٍ، لِيُفسدُوا بينَهُمْ) صحيح الألباني.

أتعجب من حال الإنسان، يحذر من كثير من المحرمات ويصعب عليه التحفظ على لسانه، ويسعى بين الناس في الحديث عن هذا، وسوء ذاك، وعيوب الآخرين، والأدهى والأمر إذا انتهك أعراض الأحياء والأموات غير مبالٍ، ولا يلومه لائم.

ومن أعظم الحسرات يوم القيامة أنك ترى طاعتك وعبادتك وحسناتك قد دمرها لسانك، ووضعت في ميزان غيرك، وإذا كان هناك عيوبًا في الآخرين فقد يزيلها الله سبحانه وتعالى ويضعه فيك، وقد يغفر الله لذاك ويرفع منزلته ويبتليك بما لا تستطيع عليه صبرًا، يقول صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ) صحيح مسلم.

وتندرج هذه الآفة ضمن الغيبة والنميمة التي حذر الله سبحانه وتعالى منه في كتابه الكريم: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ} وحذر منه رسولنا الكريم في قوله: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ).

 فالغيبة والنميمة كالصاعقة المهلكة للطاعات، فهو يرمي بحسناته شرقًا وغربًا، ويمينًا وشمالًا، وينسى أن الملكين يكتبون، وأن الله تعالى يرى ويسمع، وهي أسرع وسيلة لمساعدة الشيطان على تحقيق أهدافه، وقاتل للمودة، وناشر للبغض والكراهية، ومن ينقل لك كلام الناس سينقل لهم يومًا عنك.

وقد أشار الشيخ ابن باز رحمه الله في فتواه عن الغيبة والنميمة فقال: "الغيبة والنميمة كبيرتان من كبائر الذنوب"، وحذر من مجالستهم، وعدم مشاركتهم الغيبة والنميمة.

وقفة: من واجب المحكي له ألا يظن بالآخرين سوءًا حتى يتيقن من ذلك، فاسمع منه قبل إصدار الأحكام، وانبذ كل من ينقل حديثًا لك عن الغير، فهناك من لا يتمنى الخير للناس.

أضف تعليقك...

 
  • 2353 زيارات اليوم

  • 48146386 إجمالي المشاهدات

  • 3006801 إجمالي الزوار