-
بقلم / د. نورالدين نوري
-
جميع مقالات الكاتب
-
علمي
كل من درس العلوم باختلاف فروعها وخاصة علم الفزياء يعلم جيدًا وعلى يقين بقدرة الله سبحانه وتعالى فتكوين أصغر خلية كنظام يطابق تمامًا تكوين الكون بأكمله في خواصه وسلوكه.
ومن عشرات السنين عندما بدأ علم الصوت في تقنين علم الهندسة الصوتية كعلم هندسي، كان أمام هؤلاء العلماء تحديات في تطبيق علم الصوت في إنتاج أجهزة وأنظمة صوتية.
فكان السؤال الأول المنطقي والعلمي هو لمن سيتم صناعة تلك الأنظمة والأجهزة؟
وبالطبع كانت الإجابة هي الإنسان.
والسؤال الثاني كان ما هو النظام الإلهي الذي يسمع ويتكلم به الإنسان؟
وجد الآتي: تتكون الأذن الخارجية من الجزء الخارجي من الأذن (الصيوان) والقناة السمعية الخارجية (الصماخ السمعي الظاهر)، يتكون الصيوان من غضروف مُغطى بالجلد ويساعده شكله على التقاط الأمواج الصوتية وتوجيهها نحو القناة السمعية وغشاء الطبل، الذي هو غشاء رقيق يفصل الأذن الخارجية عن الأذن الداخلية، تصطدم الموجات الصوتية بطبلة الأذن متسببة في اهتزازها، مما يؤدي إلى تحريك العظيمات الثلاثة داخل الأذن الوسطى، هذه الحركة تنقل تلك الاهتزازات (الذبذبات) إلى القوقعة (الجزء الحلزوني داخل الأذن الداخلية) عبر السائل الموجود داخلها مما يتسبب في إحداث موجات أشبه بموجات البحر، تلتقط الخلايا الشعرية (الموجودة داخل القوقعة) هذه الذبذبات محولة إياها إلى إشارات عصبية تنتقل عبر العصب السمعي إلى المخ الذي يقوم بترجمتها إلى أصوات مفهومة يسهل التعرف عليها.
ومن ثم يفهم الانسان من خلال تلك الاشارات معنى الكلام ويبدأ الإنسان في الرد عن طريق نظام النطق والكلام. وبالتالي فإنه من خلال هذه العملية اتضح الآتي أن الموجات الصوتية وهي عبارة طاقة صوت طبيعية) Acoustic Energy تتحول إلى طاقه كهربائية Electric Energy من خلال عملية التحول داخل الأذن ومن خلال النظام السمعي. ثم يتم الرد من خلال نظام النطق والكلام بطاقة صوتية طبيعية Acoustic Energy. (انظر إلى الشكل (2) أعلاه).
ومن تلك النقطة تم البدء في التصنيع بنفس النظام فأصبح الميكرفون هو الأذن كمحول من طاقة طبيعية إلى طاقه كهربائية مكبر الصوت - السماعة هي جهاز الكلام والنطق كمحول من طاقه كهربائية إلى طاقه طبيعية.
ومن هنا نعود إلى مقالتنا السابقة فإن كل ما نصنعه أو ننتجه أو نقوم ببنائه هو للمتلقي (الإنسان) والرجوع إلى تلك النقطة يجعل هدفنا دائمًا نهتم بالعلم وتطبيقاته.
وفي مقالتنا القادمة ستستعرض كيف يتلقى الإنسان الموسيقي ومدى تأثيرها على حالته النفسية والمزاجية...
ولنا بقية.
أضف تعليقك...