
-
بقلم / د. سونيا أحمد علي مالكي
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
يطل شهر رمضان على العالم الإسلامي كل عام فيشيع في ربوعه أجواء روحانية تحمل الكثير من مظاهر الفرح والبهجة والبٍشر لدى أبناء الأمة صغارها وكبارها، رجالها ونساءها على حد سواء، فهو شهر الصيام والقيام وشهر الهدى والقرآن، وشهر الأجر والثواب والخير والبركات، وشهر العبادة و الغفران، وشهر البر والتقوى والإحسان، وشهر الرحمة والعتق من النار، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهو شهر عظيم للتزوُّد فيه من الخير والتقوى والتقرب إلى الله قرآنًا وقيامًا وبرًا وإحسانًا، وفرصة للتوبة وطلب الرحمة والغفران من رب العباد الذي يعتبر العتق من النار لمن عمل صالحًا وأحسن العبادة فيه أجزل العطايا الربانية.
وشهر رمضان المعظم خير الشهور التي أكرم الله بها عباده المسلمين، تصفد فيه الشياطين، وتغلق به أبواب النار وتفتح أبواب الجنة معلنة قدوم شهر الرحمة والبركات.
وهو الشهر الذي ينتظره المسلمون بفارغ الصبر، فيهنؤون بعضهم البعض بقدومه وكأنه زائر عزيز على قلوبهم يفرحون لمجيئه ويحزنون لرحيله، ويظلوا ينتظرونه حتى يحل عليهم في العام التالي.
وللعمرة في شهر رمضان مذاق خاص حيث لها عظيم الفضل والثواب.
ولهذا الشهر أهمية خاصة وفضل كبير، ليس فقط لأنه شهر الصيام الذي يعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة، وإنما أيضًا لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن رحمة على العالمين، قال تعالى في محكم آياته: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".
ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أهمية وفضل شهر رمضان المبارك، وفي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.
بَيد أن ما يميز شهر رمضان هذا العام عودة طقوسه الدينية والروحانية والاجتماعية التي يفرح لها المؤمنون والتي غابت لعامين بسبب جائحة كورونا، من ذلك أن تكون الصلوات خلال الشهر الكريم بلا تباعد مع الالتزام بلبس الكمامة، وعدم اشتراط إجراء فحوصات تؤكد سلبية الإصابة بفيروس كورونا عند الدخول إلى المملكة، وإلغاء إجراءات الحجر المؤسسي الصحي والحجر المنزلي.
ومن أجمل البشائر الرمضانية هذا العام إننا سنعود لسماع الجملة المحببة إلى أسماعنا بعد عامين من الغياب بسبب الإجراءات الاحترازية التي كانت متبعة للتعامل مع الجائحة: "استووا واعتدلوا وتراصوا".
وستتيح هذه القرارات الجديدة إحياء فضيلة التزاور الأسري، التي تشكل مظهرًا رئيسًا من مظاهر شهر رمضان، إلى جانب عودة الأنشطة الخيرية التي تتم عادة في شهر رمضان، من توزيع الأغذية على المنازل وغير ذلك من المظاهر.
كما وأن للعمرة في شهر رمضان مذاق خاص من حيث الفضل والثواب، وبفضل الله تم إلغاء شرط تسجيل البيانات الخاصة بالتحصين، خاصة للمعتمرين القادمين من خارج المملكة وفق التصريحات الصادرة عن وزارة الحج والعمرة التي قامت منذ فترة سابقة برفع كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي لها علاقة بفيروس كورونا، بعد أن أصبح الوضع الوبائي للفيروس – ولله الحمد- مطمئنًا إلى حد كبير بفضل ما تم تحقيقه من مكتسبات، وكنتيجة لتضافر الجهود التي بذلت من قبل الجهات المختصة في مكافحة تفشي الفيروس وارتفاع نسب التحصين.
نسأل الله لنا ولكم القبول وأن يبلغنا رمضان ويعيده علينا اعواماً عديده وأزمنه مديده ونحن نرفل بنعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
أضف تعليقك...