• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2022-03-31

الشَّق أوسع من الرقعة

  • تسجيل اعجاب 3
  • المشاهدات 742
  • التعليقات 1
  • Twitter
الشَّق أوسع من الرقعة
  1. icon

    بقلم / زينب بنت محمد أنطاكي

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    اجتماعي

يكثر هذه الأيام رسائل يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر الأجهزة المحمولة يطلب أصحابها العفو والغفران والتسامح قبل شهر رمضان، حتى يدركوا الشهر الكريم بصفحات بيضاء نقية، ويبدؤوا شهر الرحمة والمغفرة بقلوب متسامحة، متناسين تمامًا حجم الألم الذي تركوه في قلوب من أساؤوا لهم يومًا ما، ومتجاهلين لكمية الشرخ الذي فتحوه في نفوس الآخرين، ذلك الشرخ الذي يحاولون أن يغطوه بكلمة اعتذار خفية من خلف شاشات الأجهزة الذكية، ومن وراء حجاب، متناسين أن حجم الشق أوسع من الرقعة.

عندما يسيء الإنسان للآخرين لا يعي تمامًا كمية الألم الذي يسببه لهم، ولكنه يتمادى في الإساءة ويزيد من وطأة عنفوانه عندما يبالغ في إساءته حد التهكم وقد يصل الأمر إلى أمور لا يمكن لكلمة اعتذار أن تبددها أو أن تداوي جروحها، فهناك مقولة دارجة تقول: "عندما لا أعفُ هذا لا يعني أن قلبي أسود، قد يكون العفو قد فاق القدرة، أليس العفو مقرونًا بالقدرة؟"، فعلى مدار العام يتسلط الإنسان على الآخر ويشن عليه الحروب بشتى الأسلحة، ويسعى جاهدًا في إيلامه بالقول أو الفعل، ويحمل على عاتقه أن يثقل كاهله بالهم والغم وبكل صنوف الإيذاء حتى يبلغ الأمر منتهاه، وتنقطع العلاقات، وينتهي الود، ويتوسد الكره القلوب، والضغينة العقول، ولا يبقى سوى الذكريات المؤلمة والقاسية على مر الايام.

وبعد مرور الوقت والشهور يتذكر ذلك الشخص أن يبرأ ذمته ولكن بطريقة أسوأ مما فعل وبرسالة يكتبها، أو يقتبسها، أو يعيد تحويلها بنقرة واحدة ليرسلها لكل شخص كان يومًا من الأيام سببًا في تعاسته، دون أدنى احترام لأحاسيسه أو مشاعره، وكأن واجبًا على الطرف الآخر العفو والصفح لمجرد ارسال تلك الرسالة.

هل نستطيع أن نعفو ونسامح كل من أساؤوا لنا لمجرد قراءة رسالة طلب العفو؟

وإذا لم نستطع العفو هل يعني ذلك أن قلوبنا سوداء ونحمل الضغينة والحقد؟

حين اقترن العفو بالمقدرة ذلك لأن البشر يتفاوتون في تقديرهم للأمور، ويتفاوتون في درجة تحملهم ومقدار صبرهم وبالتالي التغاضي والصفح، قال تعالى: {َاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، وقال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، والقرار بعد ذلك يعود إلى مدى رحابة صدرك، وقوة تحملك، ومدى قدرتك واستطاعتك للغفران والصفح، ولست مجبرًا على ذلك رغمًا عن قلبك ولكن بسماحة ونبل أخلاقك، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.

وقفة:

غلفوا الاعتذار بهدايا تتسابقون بها إلى قلوب الآخرين، فلها مفعول السحر على النفوس، وقدموا اعتذاركم بقلبً لطيف وروحٍ حانية «تَهَادَوْا تَحَابُّوا».

فاحذروا من الإساءة في العلن، والاعتذار في الخفاء، فللقلوب عزة وإباء.

المصيبة..
يعاتبونك كيف ما تعلمت ثقافة التسامح والعفو وينزلون عفو الله على العبد بمنزلة الجبرية والحتمية

ونسوا أو تناسوا..
أن للعفو والمغفرة شروطا إلهية

والمصيبة والطامة الثانية..
يغفلون على لوم وتوبيخ المسيء
وعظم ذنبه وظلمه وبخسه لحقوق من أساء إليهم

قضية العفو والتسامح مشوهة وغير سوية وعادلة في مجتمعنا

قد سمعت من سنوات مضت
مقطعا للشيخ المغامسي وضع يدي على الجرح
متى وكيف نعفو ونصفح ونؤجر عليها

ومتى نعاقب ونحاسب المسيء ونثاب عليها

القضية يراد لها طرحا في منتدانا

ودمتم بخير.. 🌹

أم عبدالله البلوي 2022-03-31 المشاهدات 1

أضف تعليقك...

 
  • 2349 زيارات اليوم

  • 48146382 إجمالي المشاهدات

  • 3006801 إجمالي الزوار