• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأربعاء 2021-09-15

ماذا بعد كرونا

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 1392
  • التعليقات 4
  • Twitter
ماذا بعد كرونا
  1. icon

    بقلم / م. هاني بن حسن زاهد

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    اجتماعي

ابدأ مقالي هذا بما كتبة الكاتب إدغار جلاد بان " التاريخ يؤكد أن الجوائح أدت إلى تغييرات جذرية في المجتمعات وعلى كل المستويات، فالطاعون الذي يعتقد أنه قضى على ثلث سكان أوروبا، أدى الى تطوير قطاع الزراعة ودفع نحو دور أكبر للمرأة بسبب تراجع اليد العاملة المتوفرة، كما أدى الى استعمال أوسع للفحم الحجري كمصدر للطاقة، مما مهد لاحقا لقيام الثورة الصناعية، والجوائح تركت أيضا بصماتها على الثقافة، والشعر والرسم، فالطاعون الذي ضرب أوروبا في القرن الرابع عشر ترك بصمات كبيرة على الثقافة والرسم."

 ويعتقد المؤرخون أن عصر النهضة الذي شكل ثورة فكرية وفنية هو رد فعل مباشر على العصور الظلامية التي نجمت عن الحروب والجوائح، أما اليوم فالأثر المباشر الذي ستتركه هذه الجائحة ثقافيا بدأ يظهر على صفحات التواصل الاجتماعي على شكل أفكار، فيديوهات، وكتابات، ويظهر اقتصاديا حيث جعل العالم قرية صغيرة جدا، مما يشكل مساحة كبيرة للتغير المتوقع في المجتمعات استكمالا لتغيير الذي بدأ فعلا منذ بداية الجائحة.

هناك كثر ممن يعتبر تفشي مرض كرونا فلم، انتاج امريكي واخراج صيني وتمثيل المنظمة العالمية للصحة، والمشاهدين شعوب العالم، ولكي نفهم هذا الفلم وتأثيره على المدن، كان ولابد من معرفة هذا المرض الذي غير مفهوم الحياة، ولمعرفة تاريخ هذا المرض وهل هو حديث ام انه تطور لأمراض سابقة، فلقد اكتُشِفت فيروسات كورونا في عقد 1960، وأول الفيروسات المكتشفة كانت فيروس التهاب القصبات المعدي في الدجاج " أنفلونزا الطيور " وفيروسان من جوف الأنف لمرضى بشر مصابين بالزكام سُميا فيروس كورونا البشري 229E  ، وفيروس كورونا البشري OC43. 

منذ ذلك الحين تم تحديد عناصر أخرى من هذه العائلة بما في ذلك : فيروس كورونا سارس سنة 2003، فيروس كورونا البشري NL63 سنة 2004 ، فيروس كورونا البشري HKU1 سنة 2005 ، فيروس كورونا ميرس سنة  2012 ، وفيروس كورونا الجديد 2019-nCoV والذي يعتبر الاشرس من بين تلك الفيروسات ( وهذا الفايروس الذي للان مشكوك بانه تطور معملي للفيروسات السابقة) بالرغم من ان معظم هذه الفيروسات لها دور في إحداث عدوى جهاز تنفسي خطيرة بل وقد تؤدي إلى الموت.

وبأن فيروس كورونا غير في ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فلا بد من انه سوف يغير من تركيبة المدن في المستقبل، وربما يخطر في بال الكثير، أنه قد انتهى فايروس كرونا بوجود التطعيم، وانه أوجد الحل، بل بالعكس نحن الان دخلنا في دوامة لنجد أنفسنا في بداية عالم جديد من اللقاحات لابد من اخذ جرعة ثالثة منه وبعدها رابعة ...الخ، وسنجد كل فترة، بأنه سيظهر لنا تحور في المرض الى أنواع أخرى مثل " دلتا – بيتا – ألفا  ؟؟؟؟؟؟ والقادم الله أعلم به.

في مقالي هذه لا أتكلم من الناحية الطبية بل تأثير هذا المرض على ما سوف يحدث في المدن، ومع فصل العالم عن بعض والحجر الصحي للمدن، هذه مؤشرات قوية لما كنا نراه في بعض الأفلام، وربما البعض كان يضحك عليها ولكن الحرب البيولوجية ربما بادءة، ومن المؤكد ان الشعوب انفصلوا الى قسمين من هو مؤيد للقاحات ومنهم من هو معارض، ولكن اللقاحات هذه البداية فقط، والان بدء الترويج الى الشرائح التي ستوضع داخل الأنسان وهناك بعض الشركات بدأت طرحها.

ولو نظرنا في بداية الامر، لوجدنا كيف أنه كانت اللقاحات اختيارية، ولكن الان ليست كذلك، حيث لا يمكن للإنسان ان يتحرك بدونها، وهذا مما يجعل بعد فترة ليست بطويلة - بما أنه هناك مناطق داخل المدن لا يمكن الدخول لها إلا باللقاحات ومن ثم الشرائح - أن تظهر لنا المدن الأمنة صحيا وتكون هذه المدن هي التي تُخدم من قبل الحكومات، والمعارضين سيسكنون في مناطق خالية من الخدمات والمرافق.

ربما البعض وهو يقرأ هذا المقال يقول إنني متأثر بأفلام الخيال العلمي، ولكن ما حدث من سنة ونصف تقريبا، تجاوز الأفلام الخيالية، من كان يتصور ان العالم بأجمعه يحجر الشعوب في منازلهم كما حدث، ولو قيل لأحد هذا السيناريو لقال انه فلم ومستحيل حدوثه، ولكن حدث ورأينا الاحداث لنجد انه كيف أنه في بداية الامر كان الامر اختياريا للقاح، ولكن الان ليس باختيار بل اجبارا بطريقة غير مباشرة، حيث انه اذا لم تأخذ اللقاح، فلن تجد أي خدمات لك، وفي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق " ترام " اصدر قرار بانه أي مواطن لا يحمل الجنسية الأمريكية داخل أمريكا يجب عليه وضع الشريحة، وقف هذا القرار بأمر من المحكمة الفدرالية ولكن نجده مؤشرا لبدء الترويج، والضوء الأخضر للشركات للعمل لها ومن ثم اجبار الشعوب لأخذها مثل ما سبق للقاحات.

ومن هنا يبدأ فصل المدن الى مناطق امنة صحيا لا يمكن لأحد العيش بها سوى الذين تقبلوا التغيرات، وسيصبح هناك مناطق تفتقر الخدمات والمرافق للمعارضين لهذه التغيرات.

ومما سبق نجد سرعة تفشي المرض في المدن الكبيرة ومناطق الكثافات العالية، مما يؤدي للنظر الى كيفية الاستفادة في تخطيط مدننا للحد من انتشار الأوباء، لنجد العالم اليوم يقف على مفترق طرق ومع تغير نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فقد نجد انه هناك اعمال كثيرة أصبحت لا تحتاج مقرات عمل كبيرة دائمة مثل السابق، هذا مما يجعل تغيرات كبيرة في عالم العقار، وهذا وله تأثر كبير في اقتصاد المدن وفي شكل وتقسيم المدينة، وكان قطاعا العمل والتعليم من أوائل القطاعات التي تأثرت بجائحة كورونا، وذلك عبر إلزام العاملين والطلاب بالعمل والدراسة عن بعد، وهو أمر لم يكن معهودا في السابق، ولكن ماذا عن القطاعات التي تحتاج إلى حضور جماهيري؟ فقد أصبح الالتزام بمواعيد حضور وعدد محدد من الجمهور وليس كما كان سابق مما تسبب في تغير كبير في نمط الحياة.

ولكن هذه العادات التي اكتسبتها البشرية خلال هذه الجائحة لن تذهب فهي وجدت لتبقى وليقوم الإنسان بتطويرها لتناسب احتياجات الأجيال المقبلة.

ومن هنا فقد نجد التوجه الان الى المدن الصغيرة والمتوسطة ومناطق الكثافات المنخفضة وسرعة تحولها الى مدن ذكية مستدامة، ومما لا شك فيه ان سرعة التحول الرقمي للخدمات تطور بشكل اسرع من الوتيرة الاعتيادية  في الفترات السابقة " اخر سنتين " هذا مما يساعد على السيطرة في تفشي أي نوع جديد من الامراض وأيضا سهولة تقديم الخدمات والمرافق، لذا لابد من إعادة النظر في تخطيط مدننا التي أصبحت تفتقر الخدمات والمرافق بسبب الكثافات العالية وإعادة التفكير في الهجرة المعاكسة من المدن المتضخمة الى المدن الصغيرة، وذلك ببعض الحوافز وعمل جميع الخدمات و المرافق وتحويلها الى مدن ذكية مستدامة واعدة، وتوزيع القواعد الاقتصادية بحيث يكون نصيب المدن الصغيرة و المتوسطة هو النصيب الأكبر، مما يساعد على العيش فيها وأيضا يساعد في حالة ان تكون هذه المدن لها قاعدة اقتصادية مستقلة قادرة على العيش بدون الاعتماد على المدن الكبيرة.

وهنا اذكر مقولة أسيم جوشي قائد المدن الذكية العالمية في شركة "هوني ويل" (Honeywell) في مداخلته خلال المؤتمر حيث قال :" إن الطريق لمواجهة الجوائح المقبلة، هو الاعتماد على المدن الذكية في الوقاية، وذلك عن طريق التنبؤ بحدوث الجائحة وتقليل احتمالية الحدوث والاستجابة السريعة والذكية عند بدايتها".

 

مقال جيد وبالتوفيق والنجاح الدائم بإذن

ا. د محمد إبراهيم سراج 2021-09-20 المشاهدات 4

اتفق معك فيما رأيت وذكرت ولكن ارى ايضا ان وعي وثقافة المواطن لا تقل اهمية عن التطور البيئي او تنوع الخدمات.. فان لم يكن هناك وعي وثقافة عالية فلا ارى مستقبل لهده الخدمات.
مقال رائع وبالتوفيق.

عدنان زاهد 2021-09-16 المشاهدات 3

مقال رائع جدا ، شكرا مهندس هاني

منال 2021-09-15 المشاهدات 2

ماشاء الله تبارك الله. بارك الله فيك وسدد خطاك. كلام رائع وجميل

عصام عقيل 2021-09-15 المشاهدات 1

أضف تعليقك...

 
  • 1696 زيارات اليوم

  • 49488684 إجمالي المشاهدات

  • 3023931 إجمالي الزوار